ويؤخذ من هذه الآية إثبات صفة الوجه لله تعالى من عدة أدلة منها:- أنه وصف الوجه بقوله: {ذُو الْجَلالِ وَالْأِكْرَامِ} [الرحمن:27] وهذا دليل على أنه صفة له جل وعلا.
ومنها: أنه أضافه إلى الذات- أضافه إلى ذاته العظيمة- فقال: {وَجْهُ رَبِّكَ} [الرحمن:27] ولو كان الوجه هو الذات- كما قال بعض أهل البدع- لم يكن لإضافته إلى الذات معنى.
ومن الأدلة على أن الوجه غير الذات وأن الوجه صفة لله عز وجل، وأن النبي صلى الله عليه وسلم عطفه على الذات، كما في حديث أبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: {أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم} وذلك عند دخول المسجد، والحديث صحيح، فلو كان الوجه هو الذات، لم يكن لعطفه على الذات معنى، فلما عطف عليه عُلم أن الوجه صفة لله عز وجل وليس ذاته، وليس الوجه ذاته، فقال: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْأِكْرَامِ} [الرحمن:27] .