أما الدليل السمعي الشرعي فقد جاء، وهو قوله صلى الله عليه وسلم في ساعة الاحتضار: (إن للموت لسكرات) فدل هذا الكلام على أن هناك آلام لم يسلم منها حتى خير خلق الله وأفضل من عبد الله وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما دام أنه تعرض لها هو صلى الله عليه وسلم فنحن سنكون عرضة لها من باب أولى، نسأل الله الذي لا إله إلا هو أن يخفف عنا وعنكم تلك اللحظات.
وحتى نستعد لها سوف نناقش القضية بنوع من المساءلات والوقفات الجادة مع النفس.
أخي المسلم: -أنا وأنت- ماذا تفعل لو جاءك الموت الآن؟ الآن أنت تقابل الله، والروح في تغرغرها، وقد بلغت الحلقوم، فكيف يكون حالك؟ إنهم الآن يقفون عندك وبجوارك، هذا يبكي وذاك يصيح وذاك يتلوى وذاك يتألم وبعد لحظة خرجت الروح، وبدءوا يغسلونك، وفي الأكفان يضعونك، وفي القبر بعد أن صلوا عليك يتركونك، وبالحصى والطين يغطونك، فهل فكرت واستعددت لهذا العمل؟ هذا الكلام عندما نقوله للناس كأنه على الناس الآخرين!! أما نحن لا لن نموت ولن ندخل القبور! نحن سنرجع بعد إلى (الفيلا) والقصر وإلى العمارة وإلى الزوج، ومتأخر؟ لا، ليس متأخراً، ممكن يكون هذه الليلة، ممكن يكون غداً، ممكن بعد سنة، وهب أنه بعد عشر سنوات، وهب أنه بعد أربعين سنة ألست ستموت؟
كل ابن أنثى وإن طالت سلامته يوماً على آلة حدباء محمول