قرر الإسلام تقسيم الواجبات والأعمال بين الرجل والمرأة، فالحياة ذات تكاليف، والدنيا ذات أعباء ومشاق؛ فلابد من توزيع الاختصاصات، وهذا تقتضيه هندسة البناء الاجتماعي، الآن كل إدارة فيها وظائف متعددة واختصاصات، لو أتينا بالموظفين وقلنا: كل موظف يشتغل على الكيفية التي يريدها ماذا يحصل؟ تصير فوضى، لكن كل واحد له عمل، ووظيفة، كذلك الشركية الزوجية هذه لابد فيها من توزيع الاختصاصات بحيث يقوم الرجل بنوعٍ من العمل لا تقوم به المرأة ولا تقدر عليه، وتقوم المرأة بنوعٍ من العمل لا يقوم به الرجل ولا يقدر عليه، ومن الذي قسم هذا؟ إنه الله، وقسم الله هذه الواجبات بين الرجل والمرأة على ما يتلاءم مع الوظيفة التي خلقه من أجلها، قال تعالى: {أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الملك:14] الله يقول: {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى} [آل عمران:36].
ومن ضمن الأشياء التي جعل الله فيها فارقاً بين الرجل والمرأة: أنك تجد الطفل الصغير أو الطفلة الصغيرة عند الولادة أن لديهما شعراً في أجزاء من الجسم سواء بسواء، شعر في الرأس عند الولد والبنت سواء، وشعر في الحواجب والجفون، فإذا ما اكتملت أنوثة الأنثى ورجولة الرجل كان لهما شعر في الإبط والعانة سواء بسواء، ثم يتميز الرجل بأربعة أشياء عن المرأة: يظهر للرجل شعر في وجهه -أي: لحية- ويظهر للمرأة أثداء في صدرها، ويغلظ صوت الرجل ويرق صوت المرأة، وتعظم أكتاف الرجل وتعظم أرداف المرأة.
هذه ميزات جعلها الله للمرأة وللرجل لما يتلاءم معها، لماذا؟ لأن المرأة لا تصلح إلا بهذا، ما رأيك لو أن المرأة صوتها ثخين -مثل صوت السيارة الكبيرة- إذا كلمتك؟ تقول: الله أكبر على هذا الصوت! لن تحبها، كذلك لو ذهبت البيت الآن من هذا المجلس المبارك ودخلت على زوجتك وإذا بها لديها لحية، هل تقبل زوجتك بلحية؟ لا تقبلها بلحية ولو كنت تحبها، ولو كان لك منها ذرية، ستقول لها: اذهبي إلى أهلك، لقد صرتِ رجلاً، لماذا أقعد مع رجل؟ لا يمكن أن تستمتع بها إلا إذا كانت بدون لحية.
وكذلك أنت -أيها الرجل- لا يمكن أن تكون ممتعاً لزوجتك إلا بلحية، كما لا تريدها أنت إلا ملساء هي لا تريدك إلا بلحية، فإذا ما وجدتْ لديك لحية تصبح مسكينة؛ لأن ما عندها ورقة طلاق تقدر تطلقك، وقد أجري استفتاء لأربعمائة امرأة كلهن قررن أنهن يفضلن الرجل الملتحي؛ لأن المرأة تشعر أمام الرجل الملتحي بالأنوثة، ترى شيئاً ليس فيها، ترى فيه علامات مميزة عنها، لكن إذا رأته مثلها يحدث العجب، فأحياناً تضطر إلى أنها تصير هي الرجل، حتى في الطريق وهم يمشون تمشي أمامه، وتجعله يأخذ الولد، ويعلق الشنطة في كتفه، إذن ماذا بقي؟ لا حول ولا قوة إلا بالله!! فالإسلام خصص لهما بعض الأعمال والواجبات بمقتضى إمكانيات كل منهما، فالرجل يتميز بالقدرة والقوة الجسمية، والقدرة على الدفاع عن الأسرة، فحددت مسئوليته بالأعمال الخارجية، المرأة لا تقدر أن تدافع أبداً، ضعيفة هكذا، لكن الرجل يقدر، إذا حدث شيء مزعج يخرج ليتثبت من الأمر، وإذا سمع صوتاً في خارج البيت يخرج هو يستكشفه، ولا يقول: اخرجي يا امرأة! وأنا سوف أقعد، انظري ماذا بالخارج! لا، هو الذي يخرج ليكتشف الأمر، المرأة إذا سمعت صوتاً تذهب لتوقظ زوجها وتقول: هناك شيء، هناك حركة، سمعت شيئاً.
مسكينة المرأة! لا تستطيع.
فالله جعل الرجل يقوم بتلك الواجبات الخارجية، والمرأة اختصها الله عز وجل بأشياء أخرى: بالحمل، والإرضاع، والحضانة، والتربية، وتدبير أمور المنزل.
فحددت مسئوليتها بالأعمال الداخلية، وهذا تنظيم تقتضيه طبيعة الحياة وهو أن الرجل عليه المسئولية خارج البيت، والمرأة عليها المسئولية داخل البيت، وقد تكون أعباء الداخل أكثر من أعباء الخارج ولكن يتعاون الرجل والمرأة في الحياة الزوجية بهذا الوضع فتستقيم الحياة.