الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأسعد الله هذه الوجوه الطيبة، وجمعنا الله وإياكم في الدنيا على طاعته وفي الآخرة في دار كرامته ومستقر رحمته.
أيها الإخوة في الله: نظراً لأهمية الصلاة ولمكانتها في الإسلام، حيث أنها أعظم أركان الإسلام وآكدها بعد الشهادتين، بل هي عمود الدين، وقد ورد في حديثين صحيحين -الحديث الأول في صحيح البخاري وصحيح مسلم - قوله عليه الصلاة والسلام: (بني الإسلام على خمس -يعني على خمس أركان وذكر منها- وإقامة الصلاة).
وجاء النص على أنها عمود الدين في حديث صحيح عن معاذ بن جبل رضي الله عنه رواه أهل السنن، قال: (سألت النبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله! أخبرني بعملٍ يدخلني الجنة ويباعدني عن النار -فأخبره- ثم قال: ألا أدلك على رأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ قال: قلت: بلى يا رسول الله! قال: رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله) وهي من الدين بمنزلة الرأس من الجسد.
هل يبقى جسد إذا قطع الرأس؟ هل تبقى حياة بعد قطع الرأس؟ لكن لو قطعت اليد تبقى الحياة في الجسد، وكذا لو قطعت الرجل، لكن لو قطع الرأس، لم تبق هناك أي حياة.
ولهذا الآن في الطب الحديث زرع الأعضاء، إذا انقطعت إصبعك ردوها، وإذا انقطعت يدك ردوها، وإذا خربت كليتك زرعوا لك كلية ثانية، وإذا خرب القلب يأتون لك بقلب ثانٍ، لكن إذا قطع رأسك هل يزرعون لك رأساً؟! هنا لا ينفعك شيء.
الصلاة من الدين بمنزلة الرأس من الجسد، فإذا تركت الصلاة ترك الدين وكفر، وليس شيءٌ في الإسلام تركه كفرٌ إلا الصلاة.