بعد ذلك في قبره يسأل ثلاثة أسئلة: من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟ أسئلة مكشوفة تبدو الإجابة عليها سهلة، هي سهلة الآن، وصعبة عند الموت! في ذلك الموقف اللسان المتكلم يسكت، الله يقول: {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [يس:65].
اللسان الكذاب الذي يأتي بالدعاوي ويكون في الدنيا كالسيف، هناك غير موجود، لا يوجد إلا العمل، من الذي يتكلم؟ تتكلم الجوارح عند الموت، يسأل الميت في قبره: من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟ فيثبت الله المؤمن، ويقول: ربي الله، لأنه عرف الله، ديني الإسلام؛ لأنه عاش على الإسلام، نبيي محمد صلى الله عليه وسلم؛ لأنه سار على منهجه واتبع سنته.
فينادي منادٍ من السماء: أن صدق عبدي، فافرشوا له فراشاً من الجنة، وافتحوا له باباً إلى الجنة، فيأتيه من روحها ونعيمها، وينام كما ينام العريس، هذه التي في القبر.