ويبلغ من شدة هذه الفتن، ومن ضغطها على الإنسان، ومن الحرج الذي يعاني منها الإنسان، أن الإنسان يتمنى الموت ولا يبقى على الحياة، والحديث رواه الإمام البخاري ومسلم، يقول: (لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل، ويقول: يا ليتني مكانه).
ويقول: (لا تذهب الدنيا -والذي نفسي بيده- حتى يمر الرجل على القبر فيتمرغ عليه -يتمرغ بجلده وجسده على القبر- ويقول: يا ليتني كنتُ مكان صاحب هذا القبر، وليس به إلا البلاء) بلاء وفتن، وهذا لاحظوا أنه موجود في بعض بلاد الأرض، يوجد في بعض دول الأرض (الشرق) مثل روسيا، ومثل المؤمنين الذين يعذبون، الأتراك الذين أخرجوهم من بلغاريا، ومثل بعض الدول يجد المسلم فيها ضيقاً لا يتصوره العقل؛ لدرجة أنه إذا جاء له ولد وسماه علياً أو عبد الله أو محمداً أو شيئاً من هذا يُحكم عليه بالسجن خمسة وعشرين سنة؛ لأنه سمى ولده باسم مسلم، أما إذا كان يصلي فالإعدام، أو يقرأ القرآن أو يعرف شيئاً من القرآن يُقَدَّم له الخمر في رمضان ويقولون له: خذ اشرب، يقول: لا.
أنا لا أريد الخمر، لكن لا يستطيع أن يقول: أنا صائم، لو قال: أنا صائم ذبحوه، هذا موجود في بعض دول الأرض، ونحن في نعمة ليس بعدها نعمة في بلاد الإسلام، الحمد لله على نعمة الإسلام.