أيضاً هناك من النساء والعياذ بالله من تكون في الدنيا مثل الجني، وفي طاعة الله من أكسل من الكسالى، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وبعضهن تصلي من غير وضوء، إذا كانت طاهرة أثناء البرد أخذت لها بعض الماء ومسحت وجهها ويديها وقالت: طهور المؤمنين! ولا تغسل يديها ولا تمسح على رأسها ولا تغسل قدميها ولا وجهها، ولا تتمضمض، ولا تستنشق، ولا تغتسل، ولا تستنجي، ثم إذا جاءت تصلي تأتي وقصتها عارية، ويداها وذراعاها وقدماها عارية، وربما ثوبها نجس ملطخ ببول ونجاسة الولد أو البنت الذي تربيه، ثم تصلي صلاة لا تضبطها، وتركع الركوع في طرفة عين تقرأ الفاتحة ثم مباشرة تسجد دون أن تركع -وأكثر النساء لا يركعن، ولا يرفعن من الركوع- فصلاتها باطلة، وعليها لعنة الله وهي في سخط الله حتى تصلي صلاة صحيحة، وهي في ذمة زوجها حتى يعلمها؛ لأن الجاهل في ذمة المتعلم حتى يعلمه، ويلٌ للعالم إذا أخل بعلمه، والمرأة سلسلة في عنق الزوج حتى يقيم عليها الحجة ويعلمها طاعة الله، حرفاً حرفاً ودرساً درساً، يعلمها أولاً الوضوء، والغسل من الجنابة، والحيض، والنفاس؛ لأن بعض النساء يأتيها الحيض فتترك الصلاة أسبوعاً، ثم تجلس يوماً أو يومين بعد انقطاع الحيض عنها لا تصلي تقول: لكي أتم الطهارة، وهي لا تعرف أنها إذا طهرت وانقطع عنها الدم ثم تركت صلاة واحدة متعمدة فقد برئت منها ذمة الله وذمة رسوله، وعليها لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
وإذا تركت صلاة واحدة بعد أن ينقطع عنها الدم وتطهر طهارة شرعية فقد كتب اسمها على باب جهنم، صلاة واحدة، لكن بعض النساء تطهر في الصباح وينقطع عنها الدم، فتقول: سوف أمكث إلى الصباح من اليوم التالي لكي أتأكد، وتضيع الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، والفجر، وإذا طهرت الضحى قالت: أتركها للعشاء، وجلست حتى ضيعت الظهر والعصر، إذا أتى العشاء قالت: برد أتركها للصبح، وضيعت المغرب، والعشاء والفجر، وكل صلاة تتركها عليها بها لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
حتى اللقمة التي تبلعها تقول: لعنك الله يا عدوة الله! تأكلين من رزق الله، ولا تؤدين حق الله، ثوبها الذي على جسدها يقول لها: لعنك الله يا عدوة الله! والله! لولا أن الله سخرني لك لفررت منك.
فعلى الزوج أن يعلم زوجته متى تغتسل من الحيض، والنفاس؛ لأن من النساء من إذا نفست انقطع عنها الدم في عشرة أيام، وبعضهن في أربعة أيام، وبعضهن في يوم واحد، وبعضهن في عشرين يوماً، فإذا انقطع عنها الدم وطهرت طهارة كاملة وجب عليها أن تغتسل وتصوم وتصلي، وليس ضرورياً أن تمكث أربعين يوماً، والأربعين إنما هو حد أعلى، وقد تطهر من غدها، لو نفست بالليل وأصبحت طاهرة عليها أن تصوم وتصلي، فتكون الزوجة في ذمة زوجها وعليه تعليمها.
بعض النساء والعياذ بالله تخرج من بيتها بغير إذن زوجها، والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: (أيما امرأة خرجت من بيت زوجها بغير إذنه فهي في لعنة الله حتى ترجع، وأيما امرأة باتت -يعني نامت- وزوجها عليها ساخط فعليها لعنة الله، وأيما امرأة دعاها زوجها إلى فراشه فلم تجبه إلا كان الذي في السماء ساخطاً عليها حتى يرضى عنها زوجها) وأكثر النساء لا يعرفن هذا الكلام كله، ومن أين تعرف؟ لا حضرت إلى المسجد، ولا علمها زوجها، ولا أسمعها الأشرطة.
وإذا طهرت من الحيض أو من النفاس وانقطع عنها الدم انقطاعاً كلياً فإنها تغتسل وتصلي، فإن رجع إليها دم فتعمل بينه وبين ذاك الدم مقارنة، فإن كان دم الحيض -دم العادة- الذي يأتيها دائماً، ودم الحيض معروف، وهو دم أسود ثخينٌ ذو رائحة كريهة؛ امتنعت مدة الحيض عن الصلاة والصيام حتى تطهر منه ثم تبدأ صلاتها وصيامها، أما إذا كان هذا الدم الذي جاءها دم الاستحاضة، وهو دم أحمر رقيق ليس له رائحة، فإنها تغتسل بعدما يأتيها وتصلي، فإن كان يأتيها بين الصلاتين فتصلي الظهر والعصر جمعاً، والمغرب والعشاء جمعاً، أما إذا خرج منها ماء أبيض فلا تمتنع من الصلاة وليس لهذا الماء حكمٌ شرعي، بل تبقى على صلاتها وصيامها.
فأكثر النساء تجهل هذه الأحكام، وبعض الرجال يذهب إلى المسجد وهو يعلم أن امرأته لم تصل، بعضهن لا تصلي المغرب إلا مع العشاء، تقعد تحلب البقر، وتسري الغنم، وتشعل النار، وتفعل العَشاء، فإذا دخل وقت العِشاء وضعته وقالت: سأذهب أصلي، صلاتها ليست مقبولة في تلك اللحظة، فتجمع الظهر مع العصر، والمغرب مع العشاء، والفجر لا تصليه إلا إذا أشرقت الشمس.