مسألة تعلق الروح بالجسد

Q هل تخرج الروح عند النوم، أم أنها تبقى في الأرض؟

صلى الله عليه وسلم الروح لها تعلق بالجسد في حالتين: حالة النوم وحالة اليقظة, تتعلق الروح تعلقاً كاملاً حالة اليقظة, وتعلق جزئي في حالة النوم, ولهذا الله يقول: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى} [الزمر:42] بمعنى أن الأخرى التي لا زالت حية أنها خرجت لكن قريبة, ولذلك ترون النائم إذا نام وجئت بعطر عند أنفه هل يشمه وهو نائم؟ لا.

افتح عينه وضع منظراً أو صورة هل يراها؟ وتكلم عند أذنه بصوت خفيف هل يسمع؟ لا.

رغم أن السمع موجود والبصر موجود والأنف موجود, لكن الذي يشم ويبصر ويسمع هي الروح, والروح غير موجودة ولذلك عندما تتكلم بجانبه لا يسمعك, إذا أردت أن يسمع أيقظه: فلان قم قم فإذا استيقظ أعطه الريح الطيب تجد أنه يميز هذه الرائحة الطيبة، أعطه الصورة تجد أنه يميز هذه الصورة أو هذا المنظر, وتجد أنه يسمع كلامك, من الذي سمع الروح أين كانت الروح؟ كانت قريبة عنده, لماذا قريبة؟ من أجل تعود, فلماذا تخرج؟ من أجل يرقد, إذا لم ينام لم يجد الراحة.

جاء شخص من العمل تعبان يريد أن ينام محطم من الشغل, تمدد على السرير فإذا قلت له: ما بك؟ قال: والله أريد أن أرتاح أريد أن أنام, فإذا قلت له: ما عندي مانع، ما الذي يرتاح فيك؟ قال: جسمي عضلاتي أريد أن أتمدد, تمدد وارتاح عشرين ساعة ليس عشر ساعات لكن لا تنام, وكلما أغمض عينيه أيقظه, يقول: هلا تركتني لآخذ قسطاً من الراحة، تقول له: أنت مرتاح ماذا فعلت بك؟ أنت متمدد على السرير والمكيف شغال ومرتاح لكن لا تغمض عينك, هل يرتاح؟! لا يرتاح إلى أن ينام, ما معنى النوم؟ خروج الروح, بعد أربع ساعات أيقظه, قال: الحمد لله لا إله إلا الله ما شاء الله, نشيط! لماذا؟ لأن روحه خرجت, ما لم تخرج الروح فلن يشعر بالراحة أبداً.

ولهذا الواحد أحياناً يغالب نفسه في أيام المواسم وأيام العمل وأيام الامتحانات, بعض الطلاب لا ينام فإذا دخل صالة الامتحان أتاه النوم, بحث للأفكار والمعاني والأسئلة التي أمامه فلا يراها ينام على الطاولة, ويصاب البعض بالانهيار ولهذا يوصي المدرسون والتربويون أنه لا داعي أن تسهر ليلة الامتحان, ذاكر أول السنة من أجل أن تنجح إن شاء الله.

أكتفي بهذا والله أعلم, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛؛؛

طور بواسطة نورين ميديا © 2015