Q كيف نرد على من يقول: يجب تحديد النسل بعدد معين من الأبناء؟
صلى الله عليه وسلم دعوة تحديد النسل أو منع النسل دعوة خبيثة موجهة من أعداء الإسلام, ومركز بها على المسلمين؛ لأنهم يرون كثرة المسلمين شيء مخيف بالنسبة لهم, فيخوفونهم بالرزق ويقولون: إن بعد سنة ألفين ستقع كارثة ويموت الناس, وهذا كلام لا أساس له من الصحة، فالذي خلق الناس هو الذي يرزقهم؛ لأن الماء من السماء, والأرض هي التي تنبت, والله هو الذي ينزل الغيث والله يقول: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا} [هود:6] لكنها دعوة تحمل هذا التغليف، وهي في حقيقتها دعوى لإضعاف المسلمين وإلى تقليل نسلهم, فلا يجوز تحديد النسل ولا منعه.
أما تنظيم النسل، ما هو تنظيم النسل؟ يعني: بدل أن تحمل زوجتك كل سنة, تجعلها تحمل سنة وتجلس سنتين أو ثلاث سنوات من أجل يقوم الولد ويمشي، هذا ليس فيه مانع, لماذا؟ لأنه ليس منعاً وإنما هو تأجيل أو تنظيم، ودليله: حديث جابر في مسلم قال: (كنا نعزل والقرآن ينزل) والعزل: هو القذف خارج الرحم, وهو نوع من تنظيم النسل لكن نوع بدائي, فإذا أراد الإنسان ألا تحمل امرأته في فترة معينة من الفترات على أساس أن يكبر أطفالها؛ لأن بعض النساء تعاني؛ لأنها في كل سنة تحمل, ما إن تضع حتى تحمل, ويأتي هذا بعد ذاك حتى يصيروا ستة أو سبعة أطفال فالبعض محتاج إلى رضاعة كاملة، والبعض الآخر محتاج إلى رعاية وعناية، فتنظيم النسل يسهم في حل هذه المشكلة.