آخر شيء أيها الإخوة -وأختصر باعتبار أن الوقت انتهى- أركز عليه هو: أنه لا ينبغي أن يكون هناك تناقض وازدواجية في التوجيهات التي توجه إلى الولد من الأم والأب، لا بد أن يكون هناك نوع من التوافق، فإذا قال الأب أمراً فيجب أن توافقه الأم في الحق، أما إذا قالت الأم أمراً ثم عاكسها الأب، أو قال الأب أمراً ثم عاكسته الأم، أو الأب مدرس يربي في المدرسة ويخالفه في البيت، فيحصل للولد نوع من التذبذب، ونوع من الخلل في التفكير؛ لأنه لا يفرق بين الصحيح والغلط؛ أبوه يأمره بكذا، وأمه تأمره بكذا، المدرس يقول له: كذا، والشارع يقول له: كذا.
فيحصل عنده نوع من التردد، وهذا يؤدي إلى التأثير على نشأته، ويحصل له بسببه بلبلة واضطراب في نفسيته، وبالتالي ينشأ مهزوزاً غير واثق مما يُلقى عليه، لا بد أن يحصل هناك تكامل وتوافق وعدم اختلاف، أو ازدواجية في التوجيهات والتعليمات التي توجه إلى هؤلاء الأولاد.