ثالثاً: تنظيم الأوقات، وترتيب البرامج، وتنويع النشاطات، ومواعيد العبادة، ومواعيد الزيارة، والالتزام بها بشكل دقيق، فمثلاً: بعد المغرب زيارات إلى العشاء لإخوانك في الله تزورهم أو يزورونك، أما بعد العشاء فلا يزرك أحد ولا تزر أحداً إنما لزوجتك ولأمك ولأبيك ولأهلك ولنفسك ثم تقرأ وتصلي وتتعبد، ثم تنام، وبعد الفجر في المسجد، من الصباح إلى الدوام، وبعد العصر لأهلك تمشيهم، وتفرجهم، وتباسطهم، وتنزل معهم مستشفى، أو تذهب معهم إلى نزهة إلى مكان ليس فيه منكر هذا البرنامج الجيد، لكن بعض الناس تجده يزور أخاه في الله الساعة الثانية عشرة من الليل! يطرق الباب نعم، قال: والله ما جاءني النوم أريد أن أسهر معك.
ما شأني منك؟ ما أتاك النوم اذهب ونم أو اقعد، لماذا تأتي تسهرني؛ لأنه ما جاك النوم؟! إنك ما زرتني في الله، بل أزعجتني في الله والعياذ بالله! لا بد من تنظيم البرامج، ولا بد من الالتزام وترتيب الأوقات، فوقت الحفظ حفظ، ووقت السنة سنة، ووقت الزيارة زيارة، وقت النوم نوم.
فما رأيكم الآن في المدارس لو أتوا في أول السنة وقالوا للمدرسين: يا مدرسين! لا يحتاج الأمر إلى برنامج ولا جدول دراسي ولا مناهج، كل منكم يأخذ له مجموعة من الأطفال ويعلمهم إلى آخر السنة كيف يكون التعليم؟ فوضى، لكن من أول السنة كل مدرس يقسم له برنامج منظم ومقسم على أشهر السنة، ثم يتابع ذلك البرنامج حتى تنتظم العلوم.
فالبرامج وترتيبها شيء مهم، والمسلم مرتب، إن الذي ينظم متاعه لا يتعب، إذا رتبت كتبك فإذا أردت كتاباً تلقاه، لكن بعض الناس لا يدري في أي مكان وضع الكتاب، وإذا أراد أن يبحث لا يجد الكتاب فيترك البحث.
لماذا؟ لأنه ليس مرتباً.
تجد المرأة التي لا تعرف أن تدبر منزلها إذا دخلت مطبخها فإن الأدوات ليست مرتبة، فإذا سألها زوجها: أريد ملعقة؟ ذهبت تبحث عنها بين القدور.
أريد سكيناً.
ذهبت تبحث عنه بين الأكواب، لكن لو أنها منظمة ووضعت كل شيء في مكانه، تفتح كل درج وتنظر كل شيء في مكانه؛ فترتاح.
فنحن مأمورون -أيها الإخوة- بالترتيب في حياتنا.