لسانك جارحة خطيرة فحكم فيها شريعة الله، لا بد أن تحكم أمر الله في لسانك؛ لأن هذا اللسان نعمة من نعم الله: {أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ} [البلد:8 - 9] وربما شاهدت في حياتك معوقاً لا يتكلم، أو عنده تأتأة أو عجمة لا يتكلم، فإذا أراد أن يتكلم لا يستطيع، وأنت لسانك سهل على الأغاني واللعن والسب والشتم، والغيبة والنميمة، ولو شاء الله لعطل لسانك، لكنه أطلق لك اللسان من أجل أن تقرأ القرآن، وتتعلم السنة، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتدعو إلى الله، وتذكر الله بهذا اللسان؛ لأن اللسان وسيلة هدم سلبية، ووسيلة بناء إيجابية، به يدخل الإنسان النار وبه يدخل الجنة، يقول عليه الصلاة والسلام والحديث في صحيح البخاري: (من يضمن لي ما بين لحييه وما بين فخذيه أضمن له الجنة) ويقول: (أكثر ما يدخل الناس النار: الفم والفرج) ويقول عليه الصلاة والسلام: (إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب).