ثمرات غض البصر، وعواقب إطلاقه

إن لله حكماً في كل شيءٍ من تصوراتك، لله حكمٌ في عينك، يقول الله عز وجل في حكم العين: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} [النور:30] هذا حكم الله -الذي لا إله إلا هو- موجهٌ لك، يا من رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً! يا من دخلت في دائرة الإيمان! يا من تسربلت بسربال الإيمان! هذا أمرٌ من الله موجه لك، يقول الله لنبيه صلى الله عليه وسلم: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ} [النور:30] (قل): فعل أمر، قل يا محمد! للمؤمنين، فمن الذي يستطيع أن يخرج نفسه من دائرة أهل الإيمان؟ ويصبح في دائرة المنافقين، أو في دائرة الكفار، أو في دائرة المجرمين حتى لا يكون مخاطباً بهذه الآية: (قل للمؤمنين)؟ هذا أمر الله، وحكمه عز وجل، لا تظنن أنك متروك أو مضيع، إنك محكومٌ في كل جزئية من جزئياتك، وفي كل تصرف من تصرفاتك، وفي كل عمل من أعمالك، في ليلك ونهارك وفراشك وطعامك، وفي إتيانك لزوجتك، وفي دخولك إلى بيتك، وفي خروجك من منزلك، وفي دخولك إلى عملك، وفي ركوبك لسيارتك، وفي سماعك للمطر، وفي رؤيتك للشمس، وفي بداية النهار، وفي نهاية النهار: {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} [الأنعام:162 - 163].

طور بواسطة نورين ميديا © 2015