الوصية الثالثة: عدم العزلة عن الناس.
هناك شباب طيب يقول: الناس ليس فيهم خير، وينعزل ويجلس بعيداً عن الناس، وتؤدي هذه العزلة إلى أن تتولد لديه نظرة خاطئة عن المجتمع؛ لأنه كلما ازداد بعداً ازدادت رؤية الغلط عنده، وبالتالي كلما زاد ابتعاده فإنه ينظر إلى المجتمع على أنه ليس بمسلم، بينما المجتمع مسلم وبخير، والمنكرات والمعاصي موجودة في كل زمان ومكان، وليست طريقة أنك تبتعد، وما بعث الأنبياء في الصحاري والجبال والقفار، كل نبي بعث في قومه، يدعوهم ويصبر على أذاهم ويبلغهم دين الله، وأنت يجب أن تصبر بشرط أن يكون عندك عزلة واتصال، عزلة شعورية عملية عن المعاصي، فلا تجلس معهم فيها، واتصال معهم في الخير، تكون في اجتماعاتهم وجلساتهم وندواتهم وعزائمهم وسمراتهم وتبلغ الخير، لكن لا تشاركهم في المنكر.
أما أن تتخذ منهم جانب الانعزال؛ ونصبح في يوم من الأيام لنجد أن المجتمع انقسم إلى قسمين فهذا خطأ، لا يصح.