Q يدخل بعض الطلاب على بعضٍ في غرفهم بدون استئذان -كأن يكون الأخ في الجامعة، في السكن الجامعي- وربما يحتجُّون بأن آية الاستئذان في سورة النور خاصة بالأطفال والمملوكين؟
صلى الله عليه وسلم لا.
يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَداً فَلا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ} [النور:27 - 28]، هذه عامة؛ لأنه لا يجوز لمسلم أن يدخل على مسلم سواء في بيته، أو في غرفته الخاصة في السكن الجامعي، إلا بعد أمرين: الاستئناس، والاستئذان، ما الاستئناس؟ وما الاستئذان؟ الاستئناس: اختيار الوقت المناسب، أنك تختار الوقت الذي تعرف فيه أن أخاك قابل لزيارتك، هذا هو الاستئناس، ثم بعد ذلك تستأذن، هذا إذا كان بغير وعد، أما إذا كان بوعد، فلا يحتاج إلى استئناس، ولكن يحتاج إلى استئذان، فإن سمح لك فالحمد لله، وإن ردّك، فارجع وأنت مرتاح، لا ترجع وأنت تسبه، وتقول: هذا ما فيه خير، أدق على بابه فيطردني من عند الباب، لا.
لا تقل ذلك، فالله يقول: {هُوَ أَزْكَى لَكُمْ} [النور:28]، ألا تريد الأزكى؟ فالأزكى: أن ترجع.
ولهذا زرت أحد الإخوة زرتُه مرة من المرات وكانت ليلة باردة، وجئت -في الحقيقة- على غير وعد؛ لكن لي غرض منه، فلما استمع من عند تليفون البوابة، قلت: السلام عليكم، قال: وعليكم السلام، قلت: أأدخُل، قال: تريد الأزكى أو الذي ليس بأزكى؟ قلتُ: والله أريد الأزكى، قال: ارجع، قلت: جزاك الله خيراً، كأن الرجل قد رَقَد.