Q كيف نتعامل مع الكفار الذين يتواجدون معنا في أماكن العمل مثل الهندوس والنصارى, وهل نظهر لهم الأخلاق الطيبة أم نتعامل معهم بغلظة؟
صلى الله عليه وسلم في مقام الدعوة وفي حالة الرغبة إلى جلب قلوبهم للإسلام يجب علينا أن نظهر لهم هذه الأخلاق الطيبة كمرحلة من مراحل الدعوة, على أساس جذبهم إلى الدين, وإعطائهم بعدها كتباً وأشرطة وعرض الإسلام عليهم, فإن قبلوا فالحمد لله, وإن لم يقبلوا وحددوا موقفاً وقالوا: لا نريد أن نسلم, هنا يلزم بعد ذلك أن تبغضه في الله, وألا تتعامل معه إلا بما تحتاجه ظروف العمل وفي نطاق العمل فقط.
أما أن تزوره أو تعزمه أو تتمشى أنت وهو, أو تتكلم معه أو تضحك له فلا, ليس من الحب في الله والبغض في الله؟ وهذا كافر والله تعالى يقول: {لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ} [المجادلة:22] , فتبغضهم بقلبك ولا تتعامل معهم بالتعامل الذي تتعامل به مع إخوانك المسلمين, لكن لا تحاربهم ولا تعاديهم؛ لأنهم ليسوا محاربين, الكفار الذين دخلوا إلى هذه البلاد دخلوا بعقد أمان, هم معاهدون وفي عقد أمان مع ولي الأمر, فلا يجوز قتلهم, ولا يجوز العدوان عليهم, ولا إهانتهم وأخذ أموالهم, لا.
وإنما نبغضهم بقلوبنا ونصبح وإياهم في عزلة شعورية إذا يئسنا من استجابتهم للدين؛ لأن هذا هو التعامل الشرعي.
وفي الختام أسأل الله تعالى لي ولكم التوفيق والسداد، والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛؛؛