ومن الأسباب: الجهل, فإن الجهل داء, والجهل ظلمة والعلم نور, والله سبحانه وتعالى أثنى على العلم وأهله فقال: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة:11] وقال سبحانه: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} [الزمر:9] وقال سبحانه: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر:28] , فالعلماء هم الذين يخشون الله سبحانه وتعالى, وأول كلمة نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم {اقْرَأْ} [العلق:1] دعوة إلى العلم, فلا ينبغي لك يا أخي! أن تكون جاهلاً, لا سيما وقد توفرت وسائل العلم والحمد لله, لا بد أن ترفع أميتك, وأن ترفع أمية زوجتك, فمدارس محو الأمية موجودة ومنتشرة في كل مكان, حتى ولو كانت بعيدة اركب سيارتك واذهب, أقل شيء أن تتعلم القراءة, فتقرأ القرآن وتقرأ السنة وتقرأ الكتب، لماذا؟ من أجل أن تتذكر وتعرف أمور دينك.
أما أن تبقى أمياً لا تعرف شيئاً كالجماد، تعطى القرآن ويقال لك: اقرأ! تقول: لا أستطيع أن أقرأ, لماذا لا تتعلم؟ قال: أتعلم الآن؟!! نعم.
تعلم الآن, العلم من المهد إلى اللحد, والعلم سهل: هذا (أ) ألف, وهذا اسمه (ب) وثلاثة وأربعة حروف وبعد ذلك ركبها حتى تصبح كلمات, وبعد الكلمات جمل, وهكذا تكون قد عرفت قدرها وأصبحت تقرأ, أما أن تستحي إذا قعدت في المجالس والناس يتناولون الأوراق والكتب وأنت قاعد مثل الجماد لا تعرف أن تقرأ حرفاً؟! هذا لا ينبغي لك, العلم نور والجهل داء ووبال على الرجل وعلى المرأة, لكن اقرأ، بمن؟ باسم ربك, فرق بين من يقرأ الكتاب الكريم والسنة المطهرة وبين من يقرأ المجلات الرخيصة العارية والجرائد الفاضحة، فهذا يقرأ باسم الشيطان.
أما الذي يقرأ باسم الرحمن باسم الله فإنه يقرأ كتاب الله, ويقرأ سنة رسوله، ويقرأ كتب الإسلام ويقرأ المجلات الإسلامية فهذا يكون عنده نور.
أما الذي يقرأ الباطل فهذا ظلام على ظلام والعياذ بالله.