المظهر الثاني من مظاهر سوء الخلق: سرعة الانفعال وشدة الغضب, بعض الناس مثل الدافور! بمجرد أن تقول له كلمة انفعل, وبعض الناس هادئ, الهادئ هذا هو صاحب الخلق الحسن, أما صاحب الخلق السيئ فهو سريع التأثر سريع الغضب, وأيضاً يتصرف ويبني على سرعة هذا الغضب أحكاماً وتصرفات يندم عليها بعد ذلك, ولهذا جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (أوصني يا رسول الله؟ قال: لا تغضب, قال: زدني يا رسول الله؟ قال: لا تغضب, قال: زدني يا رسول الله؟ قال: لا تغضب) ثلاث مرات, ووجّه النبي صلى الله عليه وسلم أمته أنه إذا غضبت وأنت واقف فاجلس, وإذا غضبت وأنت جالس فاضطجع, وإذا اضطجعت وما زلت غاضباً فابحث لك عن أرض فيها تراب واقعد فيها من أجل أن تمتص الأرض غضبك, ثم استعذ بالله، يقول تعالى: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ} [الأعراف:200]؛ لأن هذا الغضب من الشيطان, ولهذا الذي يغضب لا يستعيذ من الشيطان, أي شخص يضارب أو يخاصم قل له: قل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ماذا يقول؟ يقول: ما علمت ما فعل هذا وهذا لكن لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم, سيخرج الشيطان وتهدأ الأمور, ولذا ترون الذي في حالة الغضب عروقه تنتفخ وتبرز؛ لأن الشيطان شغال فيها, الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، أي: في العروق, وإذا اشتغل الشيطان انتفخت عروقه، فتبرز عيونه ثم تأتيه رعشة -تكهرب- فيشتعل في أي شيء, يطلق زوجته وهو غضبان ثم يندم, يقتل وهو غضبان ثم يندم, يضارب يشتم وهو غضبان, ثم إذا ذهب الغضب ندم وتأسف ولكن حين لا ينفع الندم.
فحاول يا أخي! ألا تكون سريع الغضب وإن جاءك الشيطان من باب الغضب فاستعذ بالله.