إن مما حث الله سبحانه وتعالى به أهل الإسلام، وحث به من قرأ القرآن اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورتَّب على اتباع النبي صلى الله عليه وسلم الفلاح، فقال: {فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الأعراف:157] أي: الذين أدركوا الفلاح الكامل، والفلاح هو من أتم وأبلغ كلمات العرب في حصول المقصود، والأمن من المرهوب؛ لأن من أفلح فقد أدرك رغبته، وحصَّل طلبته، وأمن مما يخاف ويحذر؛ ولذلك إذا أخبر الله بالفلاح عن عبد فإنه قد بلغ الغاية في النعيم، وبلغ الغاية في تحصيل مطلوباته، والأمن مما يكره.
{أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الأعراف:157]، لماذا؟ لأنهم آمنوا بالله عز وجل، وآمنوا برسوله صلى الله عليه وسلم: {وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ} [الأعراف:157]، والنور الذي أنزل معه هو: كتاب الله عز وجل، وهو السنة التي جاء بها صلى الله عليه وسلم.