أيها الإخوة الكرام! إن من فوائد ومنافع طلب العلم: أن العلم من أهم من يحتاجه من يقوم بالدعوة إلى الله عز وجل، فلا يسوغ لمن يقوم بالدعوة إلى الله عز وجل -والدعوة إلى الله هي أشرف المقامات- أن يكون جاهلاً، بل لا بد أن يكون عالماً بما يدعو، عالماً بمن يدعوهم إليه، فمن علم من يدعو إليه، وبما يدعو؛ فإنه داخل في قول الله عز وجل: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف:108].
فالعلم هو الذي يثمر البصيرة التي أثنى الله عليها في كتابه، وأثبتها الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم في قوله: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} [يوسف:108] أي: أنا ومن اتبعني ندعو على بصيرة.
إن الناس في هذا الزمان أحوج ما يكونون إلى من يبصرهم بالله عز وجل، وإلى من يدعوهم إلى الهدى، وهذا ليس خاصاً بأهل الإسلام فحسب، أهل الإسلام يحتاجون إلى دعوة من أهل العلم الذين عرفوا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ويحتاجون إلى من يعلمهم القرآن ويفهمهم القرآن ويبين لهم معاني القرآن، ويحتاجون إلى من يعرفهم بالله عز وجل ويعرفهم بدينه وما يجب له سبحانه وتعالى.