بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، أحمده سبحانه وأثني عليه الخير كله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبع سنته بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فنحمد الله سبحانه وتعالى على ما يسر من تجدد اللقاء في هذا اللقاء الشهري الذي نتناول فيه شيئاً من هدي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
أيها الإخوة الكرام! إن موضوع هذا الدرس هو: لماذا نتعلم؟ إنه سؤال قليل العبارة، لكنه يتضمن في جوابه معانٍ كبيرة؛ وذلك أن المسئول عنه أمر عظّم الله جل وعلا شأنه في كتابه، وذكر فضل أهله، وبين مناقبهم، وحث على الاستكثار منه، وكذلك سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم مليئة بالنصوص الحاثة على العلم، المرغبة فيه، الداعية إليه، ويكفي أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كما صح عنه في حديث أم سلمة أنه كان يستفتح النهار بأذكار، منها: (اللهم إني أسالك علماً نافعاً)، وقد أمر الله جل وعلا رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بسؤال الله المزيد من العلم، فقال جل وعلا: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} [طه:114]، ولم يأمر جل وعلا رسوله صلى الله عليه وسلم بطلب الزيادة في شيء إلا العلم؛ وذلك أنه مفتاح الفضائل، وفيه خير عظيم، فالعلم -كما قال الإمام مالك - خير كله، لكن ينبغي للمتعلمين وللمعلمين، ولمن يشتغل في التعليم على أي وجه كان أن يعرف: لماذا نتعلم؟