السائل: يا شيخ! رأيت له كتاب: الشهاب الحارق في الرد على الألباني المارق، يذكر في أول الكتاب مقدمة زعفرانية كما يسميها -ما شاء الله! بلغ به العلم إلى كتابة مقدمة- فيورد عليك بعض الأسئلة وهي لغتها قوية، فوقع في نفسي أنها ليست من قوله، وبعد أن أكملها وبدأ ينشئ قال: (ونحن على ثقة) فخطر على بالي أن أراجع كتب المقامات، فراجعت مقامات الحريري وإذا بالمقامة نفسها التي كتبها الحريري وذكر بأنه ذهب إلى الحرم، وكان هناك شيخ متصدر للفتوى، وجاءه رجل يكني عنه الحريري أبا يزيد فقام له فتىً فتيق اللسان، وسأله أسئلة فقهية فيها ألغاز، فـ السقاف أوردها وجعلك أنت ذلك الشيخ، وهو الفتى السائل فصيح اللسان، وغيَّر المقامة.
الشيخ: الله أكبر! السائل: حتى يوهم الناس أنها من مقاماته.
الشيخ: الله المستعان.
السائل: يا شيخ! وأنا عندما جلست عند الشيخ نسيب قلت له أنك تقول في كتابك: رفاعة أو شداد بن رفاعة القِتباني، فقال: إن الصواب الفتباني وهذا دليل على جهل الألباني أنه قال: القِتباني، فقلت له: أولاً: الشيخ ناصر العمر نقل من سنن ابن ماجة وفيها القِتباني.
ثانياً: الحافظ ابن حجر يقول في التقريب: شداد بن رفاعة أو رفاعة بن شداد القِتباني، بكسر القاف، فهل الشيخ ناصر ملزم أن يتتبع كل الكتب حتى يتأكد أنها الفتباني أو القِتباني، وخاصة أن هناك نسبتين عند أهل الحديث، هناك الفتباني والقِتباني، فهو غير ملزم بعد قول الحافظ ابن حجر.
قال: أعرف أن الحافظ ابن حجر قال هكذا.
قلت: فكيف تدلس على الناس؟ قال: حتى أري الناس أن الألباني غير معصوم.
الشيخ: ما شاء الله، مسكين يتتبع العثرات.
السائل: وجاءه الشيخ أحمد السالك وقال له الشيخ نسيب: هذه مؤلفاتي انظر فيها، فالشيخ أحمد السالك مسك الكتاب وقال: تنشر هذه على الناس؟ قال: نعم، قال: هذا غلط إملائي وهذا غلط نحوي وهذا غلط؛ فاحمر وجهه واستحيا.
الشيخ: لا حول ولا قوة إلا بالله!