السائل: وفي بعض رسائله رأيته يدعي ويقول: إن سير أعلام النبلاء تطبع إلا المجلد الأخير الذي فيه ترجمة شيخ الإسلام ابن تيمية، قال: والله أعلم لماذا أخفوا هذا الكتاب.
مع أن ترجمة شيخ الإسلام ابن تيمية نقلها ابن الوزير في العواصم، وعندي صورة من مخطوطتها لما حققه شعيب الأرنؤوط وفيها المدح لـ شيخ الإسلام.
الشيخ: نقلها من السير؟ السائل: ابن الوزير يقول: ولقد أكثرت في هذا الجزء من النقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية فهاك ترجمته من سير أعلام النبلاء، وساقها، وعندي صورة المخطوطة، وفيها الثناء القوي على ابن تيمية.
الشيخ: هل تنوي أن تنشر هذه الحقائق عن الرجل هذا؟ السائل: ما نصحنا من باب عدم شهرة هذا الرجل، وعدم الرد عليهم أولى، وعدم متابعتهم، والقلب يميل إلى أنه لابد من إخراج شيء منه.
سائل آخر: الفرق بين كتاب السقاف وغيره من الكتب التي تهاجم الشيخ محمد ناصر الدين الألباني: أنه يتأثر به حتى العامي الذي يقرأ الكتب، وحتى المثقف، والمهندس، حتى الكيميائي بخلاف الردود الأخرى، مثل ردود محمود ممدوح سعيد أو غيره فلا يستطيع أن يعرفها أو يتفاعل معها حتى كثير من طلبة العلم، فمن ههنا تكمن خطورة هذا الكتاب، وفي نفس الوقت أهمية الرد على هذا الكتاب برد موجز في رسالة قابله للانتشار من الرسائل الصغيرة التي بقدر الكف، فقط لإعطاء نماذج من تحريفاته ومن خزعبلاته، ويضاف ما لديه من شذوذ من تكفيره للألباني مثلاً وتكفيره لـ شيخ الإسلام وغيره.
الشيخ: أنا أعتقد أن هذا المشروع الذي أشرت إليه مهم جداً.
السائل: هلا ناقشته يا شيخ! فهو جاهل.
الشيخ: مناقشته تحتاج إلى مجلدات، كم تريد أن تناقش لو كنت مناقشاً له؟ الله أكبر عليه! العجيب أنه نقل من تفسير البحر المحيط لـ أبي حيان في تفسير الآية السابقة: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاء} [الملك:16] تفسيراً عجيباً جداً، قال: إن ربنا عز وجل يقول للمشركين: أأمنتم من تزعمون أنه في السماء، أعوذ بالله! الله أكبر! شيء فظيع لا مثيل له في قلب الحقائق!! فتجد هنا في كتاب ابن الجوزي، وابن الجوزي مع الأسف انحرف عن المنهج السلفي في الصفات، فينقل عن بعض الحنابلة -والحقيقة أن عندهم شيئاً من الغلو في الإثبات- فـ السقاف هذا عندما يذكر ابن الجوزي رجلاً من هؤلاء الحنابلة يضع بين هلالين (المجسم فلان) كيف استجاز لنفسه أن يدسَّ في كتاب غيره، وليته ذكر في المقدمة أنه اصطلح هذا الاصطلاح، بل جعلها معمية كي يضل الناس.