لا سلطان للأب على ابنته في الغرب

المرأة التي سافرت إلى أمريكا مع أبيها وهو رجل من الصعيد صار له خمسة وثلاثون سنة في أمريكا، دخلت عليه بنته ومعها ولدها من الزنا، فقابلها على الباب وقال لها: لا.

خذيه واذهبي به في أي مكان آخر، يعني: هو يعرف أن هناك زناً وقع من البنت، لكنه منعها من أن تدخل بولدها إلى بيته، فتأخذه وتذهب به إلى مكان آخر، لو كان هذا الصعيدي هنا ما كان ليسمح لنفسه بعشر معشار الكلام الذي يقوله الآن.

لكن هؤلاء الأولاد من حيث البنية الاجتماعية متحللون بسبب التربية المنحرفة، وهؤلاء الآباء لا يربون أولادهم إلا على الحرية المطلقة، وعلى استتمام الشهوات مائة بالمائة، هناك في أمريكا ممنوع على الأب ضرب ولده؛ إذا ضرب ولده فإنهم يضعونه في السجن.

هؤلاء الأولاد كلهم يحفظون هذا النظام، فلذلك تجدهم يفعلون ما يشاءون دون أي خوف، ولو أن الأب ضرب ابنه أو ابنته، واشتكى هذا الابن أو البنت إلى الشرطة، فإنهم يأتون ويقبضون على هذا الأب ويضعونه في السجن، ولا يخرجونه إلا بعد أن يأخذوا عليه تعهداً بأن لا يضرب ولده أو ابنته، فكيف يكون هذا الولد مستقبلاً؟! وهذا الرئيس الأمريكي والفضيحة الكبيرة، لو عنده أدنى ذرة من الدم لقتل نفسه، والشعب الأمريكي كله يعتقد بأنه هو ولد زنا، والفضيحة التي عملها هي أمر عادي عندهم، وإنما أخذوا عليه كذبه عليهم فقط، ومع هذا فقد زادت شعبيته.

وهؤلاء عالم لهم مقاييس عجيبة.

والشعب الأمريكي لم يؤاخذوا رئيسهم على جريمة الزنا، وإنما لماذا يكذب عليهم؟ فيأتي شخص ويكتب مقالة يمجد فيها الأمريكان، يقول لك: انظر إلى الأمريكان.

الكذب عندهم جريمة نكراء، نقول: والكذب الذي يفعلونه في العالم كله، إنهم يكذبون على الحكومات وعلى الشعوب ويأكلونهم، أليس هذا كذب؟! أكل هذا صدق عندهم؟! قوم يا أخي! بلا تقاليد ولا أخلاق، حضارتهم قائمة على التهويش والبهائمية، ليس عندهم بنيان اجتماعي متماسك أبداً، هم مهتمون بسمعتهم المادية فقط، مثل الشخص الفتوة قديماً، الذي يعيش بسمعته.

عندما يذهب الرجل المسلم إلى أمريكا ليطلب الدنيا، يا لخسة ما طلب، ذهب الرجل الصعيدي إلى أمريكا يعيش هناك، فالبنت عندما جاءت بولد من الزنا، وقال لها: اخرجي من البيت ماذا صنعتِ؟ لقد قامت البنت ودفعت أباها للداخل وأرادت أن تدخل، فكل الذي فعله الرجل صاحب النخوة الصعيدي أنه دفعها إلى الخارج، قامت البنت واتصلت بالشرطة، جاءت الشرطة في لمح البصر، أخذوه، وقاموا بتعذيبه لمدة واحد وعشرين يوماً.

فلما خرج الرجل طاف على كل صديقات ابنته من أجل أن يتوسطن له عند ابنته بأن تسمح له في المبيت في البيت، وتفعل الذي تريده.

قاعدة البنيان للأسر كلها قائمة على النساء، والنساء يقمن بأعظم دور، إذ الرجل لا يصلح إلا بامرأة على مذهبه، فدور النساء دور عظيم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015