لما روى الحسن البصري حديث حنين الجذع، لما كان النبي عليه الصلاة والسلام يخطب على جذع النخلة، فلما قالوا له: نصنع لك منبراً، قال: إن شئتم، فخطب على المنبر، قال جابر: (فسمعنا حنيناً للجذع كحنين الصبي).
فقال الحسن: (يا معشر المسلمين! أيكون الجذع أشد حنيناً للنبي صلى الله عليه وسلم منكم؟) خشبة تكون أكثر حنيناً للنبي صلى الله عليه وسلم منكم، وذاك الذي أراد أن يرسل إلى من يحب شيئاً، فلم يجد، فبكى وأنشد قائلاً: أرسلت دمعي للحبيب هديةً ونصيب قلبي من هواه ضلوعه قال اجتهد فيما يلوح بقتلنا قلت ابتهج جهد المقل دموعه ما أستطيع أكثر من هذا.