حكم الترضي والترحم على العلماء

Q هل يجوز أن نقول عن العلماء إذا ذكرناهم: رضي الله عنهم، أو نقول: رحمهم الله؟

صلى الله عليه وسلم أما قول: رضي الله عنهم فجائز؛ لكن هناك اصطلاح معمول به عند العلماء حيث جعلوا الصلاة على الأنبياء، والترضِّي على الصحابة، والترحُّم على سائر العلماء، بدءاً من التابعين إلى عصرنا.

وقد صح عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: (لا يُصَلَّى -أو قال: لا يُسَلَّم- إلا على نبي).

لماذا؟ لأن من شعار بعض أهل البدع الصلاة أو التسليم على غير الأنبياء، مثل: الشيعة.

فالشيعة إذا ذكروا علياً وسائر أهل البيت يقولون: علي عليه السلام، ولا يسلمون على نساء النبي صلى الله عليه وسلم، والآية التي في الأحزاب نزلت فيهن، ومع ذلك لا يسلمون عليهن، بل يفسرون قول الله عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً} [البقرة:67] فيقولون: إنها عائشة.

وبُغضُهم هو لسائر نساء النبي عليه الصلاة والسلام فيما عدا مَن روت أحاديث في فضائل آل البيت مثل أم سلمة، ويقولون: إن جميع الصحابة ماتُوا على النفاق ما عدا البعض.

فشعار أهل البدع كالشيعة أنهم يخصون السلام على أهل البيت: علي بن أبي طالب وفاطمة وأولادها: الحسن والحسين، فلذلك صح عن ابن عباس أنه قال: (لا يُصَلَّى إلا على نبي، أو لا يُسَلَّم إلا على نبي).

إذاً: المسألة مسألة اصطلاحية، فيجوز أن تقول: محمدٌ عزَّ وجلَّ من باب أنه عزيزٌ وجليل، ومع هذا فسائر العلماء لا يذكرون هذه الصيغة إلا مع الله تبارك وتعالى.

كذلك إذا قلت: أبو بكر صلى الله عليه، فهذا سائغٌ؛ لأن النبي -عليه الصلاة والسلام- صلى على بعض أصحابه، كما في الحديث الصحيح: (أنه دخل يزور جابر بن عبد الله الأنصاري، فجلس عنده -وكان جابر قد أمر زوجته أن لا تطلب من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شيئاً- فقبل أن يخرج النبي عليه الصلاة والسلام تبعته امرأة جابر وقالت: يا رسول الله! صلِّ عليَّ وعلى زوجي، فقال: صلى الله عليكِ وعلى زوجك).

فالصلاة هنا بمعنى: الدعاء والرحمة.

وكذلك في الحديث الصحيح: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اللهم صلِ على آل أبي أوفى).

ومع أن هذا سائغ فالعلماء يخصون الصلاة بالأنبياء دفعاً للإيهام، كذلك إذا قلتَ: (عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه فالجماهير قد تتصور أنه صحابي.

فلا مُشاحَّة في الاصطلاح إذا قيل في العالِم: رضي الله عنه، جاز ذلك.

والله أعلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015