نصيحة للنساء اللاتي منعن من النقاب في المدارس والجامعات

Q ورد أكثر من سؤال عن النقاب وأن المنتقبات منعن دخول المدارس والجامعات، وما هي النصيحة التي ننصحها للمنتقبات في مثل هذا؟

صلى الله عليه وسلم نحن نقول للأخوات المنتقبات: أنتن على ثغرٍ من ثغور الإسلام، والحرب دائرة على كل الجبهات، حتى النساء دخلت أيضاً في المعارك، فلا ينبغي للمرأة المسلمة أن تخذل إخوانها من المسلمين لاسيما إذا كان الأمر منوطاً بها.

نحن نقول للفتاة المسلمة: لا تتردد على الإطلاق في ترك الجامعة إذا خيرت بين نقابها وترك الجامعة، لا تتردد على الإطلاق في ترك الوظيفة إذا خيرت بين الوظيفة والنقاب، وكذلك المدارس، ولا تتردد البنت على الإطلاق لماذا؟ لأن النقاب ليس مجرد ستر الوجه، النقاب أصبح علامة، فنحن نناشد الأخوات بالله تبارك وتعالى أن لا يشمتن بنا الأعداء، وليقبلن هذا التحدي.

وآخر الأسئلة التي عرضت علي هذا الأسبوع أن رجلاً وامرأته ضربوا ابنتهم المنتقبة حتى سببوا لها آلاماً شديدة ولياً في الذراع، وقالوا لها تهديداً: لن تذهبي إلى الجامعة.

فقالت: أنا أرضى ألا أذهب إلى الجامعة.

فلما قالت هذا الكلام انهالوا عليها ضرباً أيضاً لماذا؟ لأنها أصبحت في السنة الثالثة في الجامعة أو السنة الثانية، وهي مصرة على ألا تخلع نقابها! نحن نقول للآباء: لماذا تفعلون ذلك؟! لهم حجة واهية، وهي: أنه لا تلبس النقاب حتى تتزوج لماذا؟ لأنها إذا انتقبت فلن يتقدم لها خطاب.

والحقيقة أن النقاب أسرع وسيلة للزواج الآن، الذي يريد أن يزوج ابنته مثلاً وما أتى إليه أحد ينقبها؛ لأن الخمار لم يعد علامة الالتزام الآن، تجد المرأة المختمرة يتقدم لها الإنسان المدخن، والإنسان الذي لا يصلي؛ لأن الخمار لم يعد علامة الالتزام، إنما الذي يذهب إلى المنتقبة صنفٌ واحد فقط.

أنا لا أتصور في عقلي ولا أتصوره أيضاً في عقولكم أن يذهب رجل لا يصلي ويتزوج منتقبة، إذاً: المرأة المنتقبة تحفظ نفسها وتختار زوجها من خلال النقاب، لأن الذي سيتقدم لها إنسان يتقي الله تبارك وتعالى، إنسان وجهته معروفة، وهي بذلك تحصن نفسها، لأن النقاب وسيلة لتحصين النفس، وهذه نصيحة للمرأة.

أما هؤلاء الآباء الذين يجبرون بناتهم على خلع النقاب لأجل هذه العلة فنقول لهم: إن الزمان استدار، وأضرب لكم مثلاً: شخص ترك الوظيفة وذهب ليعمل في عمل استثماري، قال: إن مرتبه وصل إلى ألف وسبعمائة جنيه، في حين أن الوظيفة كان راتبه فيها ستة وسبعين جنيهاً، فترك الوظيفة بلا تردد -وهذه الواقعة أعلمها- فبكت أمه وقالت: يا ابني! هل يوجد أحد يترك مرتب الحكومة؟! يعني: أنت لو أنك الآن وأحببت أن تسافر، فهؤلاء الناس لن ينفعوك، لأن هذه القصة وهذا الكلام كان في الستينيات، يجد أن العاملات تتغير، صح النوم! والدنيا تغيرت، المعاش والكلام هذا الذي فات لم يصبح له قيمة على الإطلاق أبداً، يعني: هو سيأخذ من راتب شهرين أو ثلاثة أشهر رواتب سنتين في الحكومة، تجد بعض الناس يفكر بهذه العقلية، ولا زالوا أيضاً يفكرون بالنسبة للبنات بالعقلية القديمة، أنه على الدرجة الخامسة أو السادسة أو السابعة، ومعروف أن كل هذه الدركات لا قيمة لها، كانت في الماضي درجات أما الآن فهي دركات.

فلذلك نحن نقول: إذا كنتم تطمعون في الدنيا فهاهي، الدنيا لهم وللمنتقبات أيضاً، إذاً: لا داعٍ لهذا الضغط، المرأة العفيفة التي استترت وحجبت نفسها رغبة إلى الله ورسوله لا ينبغي للأب أن يكون حجر عثرة.

فأنا أقول للآباء: لو أنك في الآخرة من الصالحين، وأنت ستدخل الجنة مباشرةً، ربما تدخل النار بسبب ابنتك، لأنها أمانة في عنقك، أليست الزوجة أمانة في عنقك، أليس الأولاد في عنقك؟ فمن عجب رجل أن يصر رجل على دخول النار، وأن يعرض نفسه للمساءلة، فالاعتناء بالبنت يرفع عنك المساءلة، ويخفف عنك الحساب، فهي ابنة بارة بك ينبغي أن تقدرها.

لا زلنا نقول: حربنا مع العلمانيين حرب ضروس، والحمد لله رب العالمين كسبنا كل الجوانب، ما خسرنا ولا جولة حتى الآن، وهذا الكم الهائل الذي نراه في المحاضرات ليس جهد الدعاة، جهد الدعاة لا يمكن أن يسفر عن هذا العدد أبداً، إنما هو الله عز وجل، هو الذي يرد الناس إلى دينهم رداً جميلاً، وإلا فالدعاة جهدهم أضعف مائة مرة من أن يكونوا هم السبب في رجوع كل هذه الجماهير.

فالحمد لله! الانتصارات على كل الجبهات وعلى كل المحاور، لكن من طبيعة العلماني أنه يهضم انتصارك، ويبين أنك لم تعمل شيئاً، وأنك دائماً في تقهقر، ويصطنع انتصارات موهومة على جبهات أخرى، مثل عام (67م)، يقول لك: وأسقطنا للعدو مائة طائرة، وهم قد أخذوا العلقة المحترمة على الأرض! فلا يحتاجون أن يطيروا ولا يعملوا شيئاً لماذا؟ يقول لك: هذا لابد منه لرفع الروح المعنوية.

بيانات الحرب كلها كاذبة، المصائب والكوارث والزلازل والبراكين والسيول إلخ، كل الإحصائيات كاذبة وليس صحيحاً؛ لأنه لا يمكن أن يتطوع بذكر الرقم الحقيقي للمصائب، يقول لك: (النجاح له ألف أب، والفشل يتيم) الفشل يتيم لماذا؟ لأنه لا أحد يتبناه ويقول: هذا لي، أبداً، لكن النجاح له ألف أب، كل إنسان يقول: أنا الذي صنعته، فكذلك المصائب، كلها لا والد لها، يتيمة.

فهم يصطنعون الانتصارات على جبهات موهومة، فيقوم أهل الحرب الذين ليسوا متحققين من المسألة أول ما تقع هذه الانتصارات الموهومة التي يذيعونها، وهم يملكون الإعلام مقروءاً ومسموعاً ومكتوباً، وعندهم القدرة على نشر كل الانتصارات على كل المحاور، قد يظنون أن هذا يفت في عضد أهل الحق، ويظنون أنهم خسروا جولات كثيرة.

نقول لهم: لا، لو تقاتل بقوتك أنا أقول لك: أنت ستهزم، نحن متأكدون من النصر؛ لأننا نحارب إلى جنب الله عز وجل، هذا يجعلنا متأكدين (100%) أننا منصورون، قد لا نرى النصر بأعيننا، وهذا ليس مطلوباً منا أن نرى النصر في حياتنا، إنما المطلوب أن تسلم الراية خفاقة لا تسقط، هذا هو المطلوب منك فقط، طريق الدعوة طويل جداً، وهلكت فيه أمم في طريق الدعوة إلى الله، ولا زال في الطريق بقية إلى الله عز وجل، والكل مات.

فالمطلوب أن تسلم الراية بأمان كما عظمتها من أول وهلة، لا تكن خائناً وتنفر، لكن اعط الراية إلى الذي يأتي بعدك.

فنحن نقول للأخوات المنتقبات: هي فتنة، ومن نصر الله عز وجل ورسوله في زمان الغربة ليس كمن نصره إذا جاء نصر الله والفتح.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015