Q حين ذكرت ابن حزم فإنك لم تترحم عليه، فما السبب؟
صلى الله عليه وسلم يقول: إنني لم أترحم على ابن حزم فأقول: ابن حزم رحمه الله وابن الجوزي رحمه الله رغم أنف أصحاب التكفير؛ لأن هناك من يقول: لا يجوز الترحم على ابن حجر العسقلاني، ولا يجوز الترحم على ابن حزم، ولا يجوز الترحم على ابن الجوزي، ولا يجوز الترحم على كل من له بدعة في العقيدة.
أنا أحيل على الجزء رقم عشرين من فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية وهو يقول: لا يجوز التبديع في المسائل العلمية إذا كان لها وجه.
فيقول: لا يجوز تضليل الذي يقول: إن الله تبارك وتعالى لا يرى في الآخرة، لاسيما إذا كان متأولاً كـ مجاهد بن جبر الذي يقول بأن الله لا يُرى في الآخرة، اعتماداً على قوله تبارك وتعالى: {لَنْ تَرَانِي} [الأعراف:143].
فلو أن رجلاً أخطأ متأولاً، فإنه لا يخرج بذلك من جملة المسلمين، فإذا كان لم يخرج من جملة المسلمين فأي معنى لأن تقول: (لا يرحمه الله)، وكذا من قال: إن الاستواء معناه الاستيلاء (لا رحمه الله).
! هلا تأدب هذا القائل مثلما تأدب شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وهما يكسران أصنام الجهمية، وهما من أفضل وأقوى الذين ردوا على هؤلاء الجهمية، ما سمعنا (لا رحمه الله) أو (يذهب إلى سقر)، أو هذه الأشياء منهم، بل هذا مسلم أخطأ، لا نقره على خطئه ونرجو له المغفرة.
فأنا إذا كنت لم أقل (ابن حزم رحمه الله) فلا أقصد ترك الترحم عليه، بل أقول: ابن حزم رحمه الله وابن الجوزي رحمه الله، ونسأل الله أن يغفر لنا ولهم.