والخميني الذي كان يهلل له جميع الشيعة وقالوا عنه: إن هذا الرجل هو المنقذ وهو المخلص، ألف كتباً وأورد فيها دعاء من تأليفه، وكان يعلمه لأتباعه، وكان يدعو في هذا الدعاء على أبي بكر وعمر فيقول: اللهم العن الطاغوتَين الكافرين أبا بكر وعمر والعن ابنتَيهما.
وفي كتابه أيضاً في كتاب الطهارة: في أحكام السلام: أنه لو سلم شيعي على سني فإنه يلزمه أن يغسل يده بالتراب، ويصرح في أكثر من موضع أن السني أنجس من الكلب.
وكتبه مطبوعة والذي يمتري في هذا نأتيه بهذه النصوص من الكتب.
وهذا الخميني الذي يعتبره أصحابه القائد المظفر صاحب الثورة المجيدة.
فلا عجب أن كفَّره الشيخ الألباني، والشيخ عبد العزيز بن باز، وجماعة من علماء المملكة، وصدر في تكفيره كتيب بعنوان: (لماذا كفر علماء المسلمين الخميني؟).
فهؤلاء الشيعة مختلفون معنا في الأصول.
فالذي يقول: نقرب المذهب بيننا وبين الشيعة فهذا رجل جاهل ليس عنده فَهم.
إنما يحصل تقارب بيننا وبين من اختلف معنا اختلافاً سائغاً يجوز الاختلاف فيه؛ لكن أن نختلف في الأصول ثم ندعو إلى التقارب، فهذا ما لا يجوز.
نحن بُرَآءُ منهم، وهم برآء منا، مع العلم أنهم يتبرءون منا جهاراً، وأهل السنة في إيران يعامَلون معاملة الأقليات المسلمة في بلاد الكفر، فأهل السنة في إيران مضطهدون غاية الاضطهاد، لو أنهم موجودون بين ظهراني اليهود والنصارى للَقَوا من الأمن ومن الحرية أكثر مما يجدونه في إيران.
فالأصل أن لا يحصل تقاربٌ بيننا وبينهم على الإطلاق، لكن قاتل الله السياسة، ولعن الله مادة (ساس) و (يسوس) وما انشق منها.
لأن من لوازم هذه (السياسية)، أننا لو اصطلحنا مع إيران غداً، ستُفتح مراكز ثقافية، ويدرَّس المذهب الشيعي رسمياً، ويحصل تبادل للبعثات الثقافية والعلمية بيننا وبينهم، والتشيع مثل الجرب، فمن يبتلى به فإنه يظل يحك طول عمره، ولذلك فكل مَن ابتلي ببدعة في بداية طلبه للعلم، فإنها تلازمه إلى أن يموت ولو بجزءٍ يسير.
انظر إلى أي واحد ممن كان في جماعة التكفير، أو في أي جماعة من الجماعات الدعوية المنحرفة، إذا وصل إلى الحق في نهاية المطاف يظل عنده رواسب وظلال تلقى عليه، وهذا بخلاف من بدأ عمره وحياته على دعوة الحق، فالفرق كبير جداً وشاسع.