فينبغي على العاقل وهو سائرٌ إلى الله عز وجل بعدما تحقق من صدق دعوته ألا يصغي إلى أحد، وربنا تبارك وتعالى قال: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُوْلِي الأَلْبَابِ} [يوسف:111] أي: لا يستفيد من قصص الأنبياء إلا أصحاب العقول، وهم الذين يعملون عقولهم ويستفيدون، قولوا لي: هل هزم نبيٌ حتى غُلب في آخر الأمر، قصوا عليَّ قصة نبيٍ غُلب، لا توجد أبداً، وأما البلاء فحدث ولا حرج، لماذا جعل الله عز وجل البلاء من نصيب أوليائه؟ هل لهوانهم عليه؟ هل لأنهم رخصوا فسلط عليهم السوقة الذين غضب عليهم ومأواهم النار؟ لماذا لا يعز الله عز وجل أولياءه ويجعل لهم الغلبة؟! الفاسق يركب أفخر السيارات، ويسكن الفلل العظيمة، ويحجز مائتين أو ثلاثمائة متر على القمر، إذ يزعمون أنهم يؤجرون القمر الآن، وإذا أحب أن يأكل أكلة سمك ركب الطيارة ويذهب ليأكل سمكاً في باريس، وهو ساكن في أستراليا! أليس المؤمن أحق بهذه المتع؟! أليس هو الذي يحمد ربه، وهو الذي يشكره، وهو الذي يثني عليه؟! أليس هو كل ما يفعل يقول فيه: باسم الله، إشارة إلى أن الله هو الممتن، ما نسيه قط، فيحرمه من الذي يريده، ويسلط عليه السوقة والدهماء والطغام؟ أليس المؤمن أولى؟!