يأس الكفار من المسلمين ومراوغتهم في حربهم

وهذا الشطر من الآية مقدم على الآية التي وضعها الإمام البخاري وفيها بشارة، يعني: اليوم يئس الذين كفروا من دينكم بتمام الدين، فديننا تام، والذين كفروا يئسوا من النصر عليه، ولذلك تجدهم الآن فقهاء في حربنا، ويعملون بالمقالة القائلة: إن المجاهد يغير موقعه ولا يغير عقيدته، فإذا نظرت مثلاً لإسرائيل وعدد سكانها ثلاثة أو أربعة ملايين، وقهروا مائة وأربعين مليوناً؛ لأنهم يغيرون مواقعهم، فمن حوالي عشرين سنة كان لا يمكن أن نتصور في يوم من الأيام أن يكون بيننا وبين إسرائيل صلح، وهو يضع يده في يدك، ثم ينتصر بعد ذلك، فهم أربعة ملايين لكنهم أذكياء، مع أنهم في وسط دول مواجهة، ولو زحفت عليهم هذه الكتلة البشرية زحفاً لأكلوهم كلهم، لكن هؤلاء عندهم ترغيب وترهيب وتحرير مناطق النفوذ ومناطق القوى، وطريقة استخدام القوى.

فـ إسحاق رابين يبني المستوطنات، ويطلق على المصلين النار وهم سجود دون أي اهتمام، وعندما دخلنا مرحلة جديدة وهي مرحلة السلام والاستسلام قالوا: نريد أن نثبت حسن النية، فإذاً نراوغ ونقول: إن السلام يقتضي أن يكون هناك احترام، يظهر هذا في الجامعات عندنا، وكذلك في الجامعات عندكم، وممكن نعمل اتصالات إلخ، ويفكرون الآن في شبكة كهرباء للوطن العربي كله، ومفتاحها يكون عند من؟ عند هذا اليهودي، والله عز وجل أنزل آيات محكمات في الكتاب المجيد أن هؤلاء لا دين لهم ولا ولاء، {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} [البقرة:120] {كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلا ذِمَّةً} [التوبة:8] لو ظهر عليك لا يمكن أن يتركك، وهذا كلام الله عز وجل، فإذا اتبعنا القرآن والسنة واعتصمنا بهما، ييئس الذين كفروا من ديننا، كما قال تعالى: {الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ} [المائدة:3]؛ لأن فيهما الجلاء والتوضيح والبرهان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015