وصف ربنا سبحانه وتعالى نساء أهل الجنة فقال: {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} [الرحمن:72] لا في الجنة فتنة ولا نظر، كل الجنة متعة، ومع ذلك لا تخرج، لماذا تخرج؟ {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} [الرحمن:72] مقصورات على أزواجهن، إذاً المرأة الجالسة في البيت تتشبه بنساء أهل الجنة، والرسول عليه الصلاة والسلام لما ذكر صنفاً من الناس لم يرهم قال: (نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة) (أسنمة البخت المائلة) تأتي مسرحة شعرها، ومصففة شعرها فوق رأسها وعلى ناحية، فالعلماء منعوا من أن تصفف المرأة شعرها بهذه الصورة وقالوا: لأن هذا فيه تشبه بالمغضوب عليهم، وتشبه بأهل النار.
والإسلام أعزنا وكل أمر يتشبه المسلم فيه مع ما هو أدنى منه يمنع منه، يقول لك لا تفترش كافتراش الكلب، ولا تنقر كنقر الديك، ولا تبرك كبروك البعير، ولا تحتفز احتفاز الثعلب، كل هذا لأنك كريم، فلا تتشبه بالدنايا،، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً نائماً على بطنه، فقال له: قم إنها ضجعة أهل النار.
أي: لا تتشبه بأهل النار.
فالمرأة التي تصفف شعرها على رأي القائلين بالتحريم تتشبه بأهل النار.
إذاً التشبه بأهل الجنة شرف، فالمرأة التي تجلس في بيتها شبيهة بأهل الجنة، قال تعالى: {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} [الرحمن:72]، وقال: (((وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ} [الصافات:48]، أي: طرفها مقصور على زوجها لا ترى غيره.
والاختلاط مشكلة من أكبر المشاكل، وللمحافظة على القلب وسلامته لا بد من إغلاق الحواس الخطيرة التي يدخل علينا منها الشيطان.
انظر إلى المعاكسات التليفونية، هناك رجال ونساء اغتالهم الشيطان بالمكالمات، فبعض إخواننا الدعاة لا يردون على النساء أصلاً لهذا السبب، لأن هذا قد يؤلم القلب ويشغله، إنها مجرد فتوى أو حل مشكلة، لكن أنت لا تدري من على الطرف الآخر، كذلك في العمل تجد دائماً مديراً وسكرتيرة مثلاً، ولابد من عرض الشغل وتتأخر لكي تأخذ الشغل، وتبلغ الدياثة ببعض الناس أن الرجل الكوافير يدخل البيت مع المرأة إلى غرفة النوم وحدهم ليصفف شعرها، ووالله إن هذا موجود في بلادنا، وأن هذا الأمر عند بعض الناس شيء عادي، ولو كان الذي دخل رجل كريم كيوسف عليه السلام لخفنا منه، أليس هو الذي قال لربنا: {وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ} [يوسف:33]، هو الكريم ابن الكريم ابن الكريم.
إذاً: استقرار المرأة استقرار للبيت أجمع، واستقرار المرأة لا يكون إلا برجوعها إلى بيتها وأولادها.
ونحن نقول للنساء: اتقين الله عز وجل ولا تكلفن الرجل أكثر مما يطيق، فالمرأة الوفية تجوع مع زوجها إذا جاع، والرسول عليه الصلاة والسلام لما سئل: ما حق زوج أحدنا علينا؟ قال: (أن تطعمها إذا طعمت، وتكسوها إذا اكتسيت، ولا تضرب الوجه، ولا تقبح، ولا تهجر إلا في البيت).
وأول خطوة في صلاح جيل التمكين صلاح الأولاد، لكي يختصر جيل التمكين المسافة، وحتى نكون أوفياء في حق أمتنا، علينا أن نبدأ بإصلاح البيوت، ولابد للنساء أن يقمن بدورهن في ذلك، وبعض الناس لا يذهب إلى البيت بل يظل قاعداً على المقهى طوال النهار، لأنه لا يوجد ترابط بين الرجل والمرأة.
هل ممكن أن يخرج جيل التمكين من هذا الرجل والمرأة؟