Q ما مدى صحة هذا الحديث (من قرأ سورة (ق) و (قل هو الله أحد) خفف عليه من سكرات الموت)؟
صلى الله عليه وسلم هذا الحديث لا أعلمه صحيحاً، وفضائل السور لم يصح منها إلا نزر يسير، فاحذر من تفسير الكشاف وتفسير أبي السعود ففيهما أحاديث منكرة جداً في فضائل السور، وبالذات تفسير أبي السعود وتفسير النسفي، فهذه فيها أحاديث كثيرة مكذوبة وضعها رجل يقال له: نوح بن أبي مريم، وكان صاحباً لـ أبي حنيفة، فكان يسهر عامة ليله يضع الأحاديث ويكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ آية كذا فله كذا، ومن قرأ سورة كذا فله كذا، وهناك حديث مشهور بيننا جميعاً، وهو حديث ابن مسعود: (من قرأ سورة الواقعة صباح كل يوم أمن من الفاقة) هذا الحديث مكذوب على النبي عليه الصلاة والسلام، ولم يصح في فضائل السور شيئاً كبيراً.
فقيل لـ نوح بن أبي مريم: لماذا وضعت هذه الأحاديث وكذبت على النبي عليه الصلاة والسلام؟ قال: إني رأيت الناس انشغلوا بفقه أبي حنيفة ومغازي ابن أبي إسحاق عن القرآن فوضعت هذه حسبة لله، يعني أنه عمل هذا لوجه الله، يكذب على النبي عليه الصلاة والسلام لوجه الله.
قال فيه ابن حبان وكان يسمى نوح الجامع؛ لأنه كان يجمع العلوم كلها عنده من فقه وسيرة وحفظ أحاديث وتفسير، قال ابن حبان في ترجمته: جمع كل شيء إلا الصدق -عنده كل الصفات إلا الصدق- لقد كان كذاباً على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.