الداعي على أول الصراط -الذي هو كتاب الله عز وجل- لماذا على أول الصراط؟ حتى تتم حجة الله على الناس، لن تخطو خطوةً واحدة في الصراط إلا بعد وصول البلاغ، ولهذا قال: (على أول الصراط).
لماذا القرآن لم يكن هو الداعي الذي فوق؟ نقول: يا أخي! الناس يتفاوتون في الإيمان، كلما علا إيمانه وعظم صعد إلى فوق.
والذي هو جاهل ولا يعرف أي شيء ويريد أن يتعلم، فإنه على الأرض، حيث يجد القرآن على أول الصراط، إن أردت منه أخذت، فكلما أخذت منه ارتقيت ارتقيت ارتقيت، حتى تصل إلى أن تكون فوق، والذي فوق يبصر أكثر من الذي تحت، فهو أبصر بالحرام، وأبصر بمواضع الشبهات، وأبصر بأعدائه؛ لأنه فوق.
إذاً: كلما ترقى الإنسان زادت حجة الله عليه؛ لأنه -وهو في أول الطريق- لزمته الحجة، ثم تعرف على أوامر الله ونواهيه أكثر فأكثر، فلا يمضي قدماً واحداً إلا وعنده من الله أمرٌ أو نهي.
بهذا تمت حجة الله عليه أم لا؟ تمت حجة الله عليه.
نسأل الله تبارك وتعالى أن ينفعنا وإياكم بما علمنا، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يجعل ما قلناه وما سمعناه زاداً إلى حسن المصير إليه، وعتاداً إلى يوم القدوم عليه، إنه بكل جميلٍ كفيل، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمدٍ، والحمد لله رب العالمين.