لقد عصم الله سبحانه وتعالى أنبياءه ورسله من السهو والنسيان في تبليغ الوحي، فنسيانهم نسيان تشريع لا نسيان غفلة، كما أن الله عصمهم من ارتكاب كبائر الذنوب؛ لأن مقام النبوة لا يليق به ذلك، فهو مقام شرفه الله وكرمه، أما ما يحصل منهم من إتيان بعض الصغائر أو الاجتهادات الخاطئة فإنما هو لإثبات بشريتهم، ومع ذلك فإن الله سبحانه وتعالى يعلمهم ويعاتبهم بواسطة الوحي حتى يبلغوا درجة الكمال بين البشر.