خطر الحرب الثقافية على المسلمين

قالوا: لو أن شخصاً يقول: إن الله عز وجل لا يرى ولا يسمع، فليست هناك مشكلة.

ويقولون: يا أخي! أهم شيء العدو الخارجي؛ إسرائيل الآن متغلغلة.

ونسي أن المد الثقافي الذي هو أخطر من الغزو العسكري قائمٌ على قدم وساق، يا ليتهم يواجهوننا بالذخائر إذَنْ لَوَجدوا رجالاً؛ لكنهم قتلوا شباب الأمة بالثقافة والإعلام.

أي رجل عنده جهاز التلفاز الملعون تجده في الساعات الأخيرة من الليل يرى المشاهد الجنسية الصارخة.

وبعضُ الأبناء في المرحلة الثانوية والجامعية يأتي فيقول: إني مبتلىً بداءٍ عُضَال؛ إن شبكة الإنترنت تبث الأفلام الجنسية، فهو يسجل على الأشرطة كثيراً من هذه الأفلام، وصار مدمناً على مشاهدتها.

وفي أمريكا يعرفون المسلمين الملتزمين الذين يظهر عليهم سَمْت الالتزام، ويرسلون إليهم مبشرات -راهبات- من أجمل النساء، فيستمتن في الدعوة إلى دينهن.

ولقد حدثني أحد شباب السعودية قال: كنتُ أدرس في أمريكا، فطَرَق الباب شخص، فخرجتُ فوجدتُ امرأة في غاية الجمال، فقالت: لحظة أكلمك.

قال: فأغلقتُ الباب في وجهها، فطَرَقَت مرة أخرى، فكلمتُها مِن خلف الباب.

قالت: لحظة أكلمك، لا تغلق الباب في وجهي.

ففتح الباب وقال: ماذا تريدين؟ قالت: إنني أدعوك إلى يسوع المسيح.

فأغلق الباب مباشرة.

فما كان من المرأة إلا أن قرأت المنشور بأعلى صوتها من خلف الباب.

يقول تعالى: {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً} [النساء:89].

وقال: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} [البقرة:120].

فالمسألة إذاً مسألة عَقَدية.

فهؤلاء اليهود يفعلون كل شيء لتدمير شباب هذه الأمة، والعجيب أن يكون هناك عملاء يُغَطُّون مثل هذه الأفاعيل، ويحسنون الظن بالعدو.

(إستاكوزا) التي أنكرها بعضُهم أشهراً طويلة، حتى جاء التقرير الرسمي يؤيد ذلك، والتي تدمر الثروة السمكية في كل مياه المسلمين، وفي مصر لو أن رجلاً أخذ كيساً من هذه (الإستاكوزا) التي تأكل الأسماك، وأفرغه في مصب النيل، وانتشرت (الإستاكوزا) في مئات الألوف من االقنوات الصغيرة وأكلت الثروة السمكية كلها، فإن أكبر دولة لن تستطيع أن تفعل في ذلك شيئاً إلا أن تسمم الماء، وهذا جزء مما يفعلون.

اللُّبان، والحلوى، و (الشيكولاتة)، مخلوطة بمادة قوية تثير الأعصاب والغرائز الجنسية، فأول ما يأكل أحد هذه الحلوى أو يمضغ هذا اللبان تثور شهوتُه ذكراً كان أو أنثى، ويقولون: لن نكتب عليها: صُنِع في إسرائيل؛ لكن سنكتب عليها: صُنِع في اليابان، وصُنِع في إندونيسيا، وصُنِع في مصر إن لَزِم الأمر.

الحرب الثقافية التي هي على أشدها الآن لها عملاء.

كتب أحدهم على صفحة كاملة: النبي عليه الصلاة والسلام الذي لا يعلم الغيب غداً، لو كان موجوداً لعَدَّل آيات المواريث، فما بال الذي أنزل عليه القرآن، أفَمَا كان يعلم ما سيحدث في زماننا؟ ويُكتب هذا بالخط العريض على الصحيفة كلها، وهذا الرجل أستاذ في كلية الآداب، ولا يزال يدرس حتى الآن.

وفي الأسبوع الماضي كتب أحد الصحفيين في جريدة الأهرام تحت عنوان: مجرد رأي، يقول: إن أستاذاً في الجامعة الأمريكية يدرس كتاباً من سنوات طويلة، وهذا الكتاب يسب النبي صلى الله عليه وسلم سباً مقذعاً واضحاً، فيقول في هذا الكتاب: والطلبة مُجْبَرون على المذاكرة وعلى كتابة هذه الأفكار حتى لا يرسبوا في المادة، هذا الكتاب فيه: إن النبي عليه الصلاة والسلام تزوج خديجة مع أنها أكبر منه؛ لأنه كان رجلاً فقيراً فلاذ بمال المرأة، وأنه هو الذي ألَّف القرآن، ومن جملة ما ألَّفه: {وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأُولَى} [الضحى:4] الآخرة هي: عائشة، والأولى هي: خديجة.

الآخرة هي عائشة البكر، قالوا: لأنه كان يعاني من كبت جنسي فتزوج بنتاً صغيرة.

هذا الكلام مكتوب ويدرَّس في دولة تزعم أن دينها الرسمي الإسلام من سنوات طويلة، هذه العبارات كانت كافية لأن يتنبه الساهي وليستيقظ الغافل لكن لا أحد يتابع؛ ويطْلُع جيل يدرُس مثلَ هذا ويدافع عنه.

هذا هو المد الثقافي والغزو الفكري.

فيقولون: إن هؤلاء اليهود يفعلون ويفعلون ويفعلون، فهل نتكلم في أن الله يرى أو لا يرى، يسمع أو لا يسمع؟! يا أخي! اتركوا هذه الصغائر وهذه الأشياء البسيطة، أمامنا العدو الكبير الذي هو أكبر من تعطيل صفات الله وهو إسرائيل! فهل يمكن أيها الإخوة الكرام أن نجتمع يوماً ما على شيء ما إذا لم نجتمع على توحيد الله؟ الذي يقول: إن الله لا يرى، ولا يسمع، ولا يبصر، يعبُد صنماً! والذي يقول: إن الله يرى كرؤيتي، له بصرٌ كبصري، له سمعٌ كسمعي، يعبُد جسماً، وأهل السنة والجماعة مذهبهم الوسط، فيقولون: نثبت لله تبارك وتعالى ما أثبته لنفسه من غير تعطيل ولا تكييف، ولا تجسيم ولا تمثيل.

هذا ما يجب أن نعتقده في الله تبارك وتعالى.

نسأل الله عز وجل أن يرد هذه الأمة إلى دينه رداً جميلاً، وأن يهديهم صراطه المستقيم.

اللهم اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا، وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا، وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا، وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ.

اللهم اجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، واجعل الموت راحةً لنا من كل شر.

اللهم قنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.

اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تسلط علينا بذنوبنا مَن لا يخافك ولا يرحمنا.

رب آتِِ نفوسَنا تقواها، وزكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها.

اللهم اغفر لنا هزلنا وجدنا، وخطأنا وعمدنا، وكلُّ ذلك عندنا، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015