دروس رمضان (صفحة 50)

وقال هشام بنُ حسان: حدثتني حفصةُ بنتُ سيرين قالت، كانت والدة محمد بن سيرين حجازية، وكان يعجبها الصِّبغ، وكان محمد إذا اشترى لها ثوبًا اشترى ألين ما يجد، فإذا كان عيدٌ صَبَغَ لها ثيابًا، وما رأيته رافعًا صوته عليها، وكان إذا كلمها كالمصغي.

وعن بعض آل سيرين قال: ما رأيت محمد بن سيرين يكلم أمه قط إلا وهو يتضرع.

وعن ابن عون أن محمدًا إذا كان عند أمه لو رآه رجل ظن أن به مرضًا من خفض كلامه عندها.

وعن ابن عون قال: دخل رجل على محمد بن سيرين وهو عند أمه فقال: ما شأن محمد؟ أيشتكي شيئًا قالوا: لا، ولكن هكذا يكون عند أمه.

وروى جعفر بن سليمان عن محمد بن المنكدر أنه كان يضع خدَّه على الأرض ثم يقول لأمه: قومي ضعي قَدَمَكِ على خدي.

وعن ابن عون المزني أن أمه نادته، فأجابها، فعلا صوتُه صوتَها؛ فأعتق رقبتين.

وقيل لعمرَ بن ذرٍّ: كيف كان بر ابنك بك؟ قال ما مشيت نهارًا قط إلا مشى خلفي، ولا ليلًا إلا مشى أمامي، ولا رقي سطحًا وأنا تحته.

وهذا بُندارُ المحدثُ قال عنه الذهبي: جمع حديث البصرة، ولم يرحل؛ برًّا بأمه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015