دروس رمضان (صفحة 49)

فهذا أبو هريرة رضي الله عنه كان يستخلفه مروان، وكان يكون بذي الحليفة، فكانت أمه في بيت وهو في بيت آخر، فإذا أراد أن يخرج وقف على بابها وقال: السلام عليك ورحمة الله وبركاته، فتقول: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، فيقول: رحمكِ الله كما ربيتني صغيرًا، وتقول: ورحمك الله كما بررتني كبيرًا.

وهذا ابنُ عمرَ - رضي الله عنهما - لقيه رجل من الأعراب بطريق مكة، فسلَّم عليه عبد الله بن عمر وحمله على حمار كان يركبه، وأعطاه عمامة كانت على رأسه.

قال ابنُ دينارٍ: فقلنا له أصلحك الله إنهم الأعراب، وهم يرضون باليسير.

فقال عبدُ اللهِ بنُ عمرَ: إن أبا هذا كان وُدًّا لعمر بن الخطاب رضي الله عنه، وإني سمعت رسول الله يقول: «إن أبرَّ البرِّ صلةُ الولدِ أهلَ ودِّ أبيه» . رواه مسلم وأبو داود.

وهذا أبو الحسن عليُّ بنُ الحسينِ بنِ عليِّ بنِ أبي طالب -وهو المسمى بزين العابدين وكان من سادات التابعين - كان كثير البر بأمه، حتى قيل له: إنك من أبر الناس بأمك، ولا نراك تؤاكل أُمَّك؛ فقال: أخاف أن تسبق يدي إلى ما قد سبقت عينها إليه، فأكون قد عققتها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015