- وثالثها: أنه إذا أحبها صيرها غايته وتوسل إليها بالأعمال التي جعلها الله وسائل إليه وإلى الدار الآخرة فعكس الأمر وقلب الحكمة فانعكس قلبه وانعكس سيره إلى وراء.

- ورابعها: أن محبتها تعترض بين العبد وبين فعل ما يعود عليه نفعه في الآخرة لاشتغاله عنه بمحبوبه، وأقل درجات حبها أن يشغل عن سعادة العبد وهو تفريغ القلب لحب الله ولسانه لذكره.

- وخامسها: أن محبتها تجعلها أكثر هم العبد.

- وسادسها: أن محبها أشد الناس عذابا بها وهو معذب في دوره الثلاث يعذب في الدنيا بتحصيلها والسعي فيها ومنازعة أهلها وفي دار البرزخ بفواتها والحسرة عليها وكونه قد حيل بينه وبين محبوبه على وجه لا يرجوا اجتماعه به أبدا ولم يحصل له هناك محبوب يعوضه عنه فهذا أشد الناس عذابا فى قبره يعمل الهم والغم والحزن والحسرة فى روحه ما تعمل الديدان وهوام الأرض فى جسمه.

- والمقصود أن محب الدنيا يعذب فى قبره ويعذب يوم لقاء ربه.

- وسابعها: أن عاشقها ومحبها الذي يؤثرها على الآخرة من أسفه الخلق وأقلهم عقلا إذ آثر الخيال على الحقيقة والمنام على اليقظة والظل الزائل على النعيم الدائم والدار الفانية على الدار الباقية وباع حياة الأبد في أرغد عيش بحياة إنما هي أحلام نوم أو كظل زائل، إن اللبيب بمثلها لا يخدع.

- أصول المعاصي:

- قال ابن القيم: إن الرغبة فى الدنيا أصل المعاصى الظاهرة فهي أصل معاصى القلب من التسخط والحسد والكبر والفخر والخيلاء والتكاثر.

- راحة القلب والبدن:

- قال ابن القيم: إن الزهد في الدنيا يريح القلب والبدن.

- وإن الرغبة في الدنيا تطيل الهم والحزن.

- وإنما تحصل الهموم والغموم والأحزان من جهتين إحداهما الرغبة في الدنيا والحرص عليها والثاني التقصير في أعمال البر والطاعة.

- قال بعض السلف: من أحب الدنيا فليوطن نفسه على تحمل المصائب ومحب الدنيا لا ينفك من ثلاث: هم لازم وتعب دائم وحسرة لا تنقضي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015