ثم بعد ذلك كان أمر الأوس والخزرج من المبايعة، وكان حدث الهجرة، وقد هاجر الكثيرون.
والرسول ما بادر بالهجرة قبل الناس بل كان كأنه يقود ركباً، وقائد الجيش يكون في المقدمة عند المعركة وفي مؤخرته عند الرحلة، فتأخر صلى الله عليه وسلم في مكة ولم يبق بعده إلا إنسان عاجز عن الهجرة، وكل من كان يستطيع الهجرة فقد هاجر، وهناك كان أبو بكر رضي الله تعالى عنه يتطلع إلى الهجرة مثلما هاجر الناس، أما عمر فقد هاجر وعثمان هاجر إلى الحبشة ثم إلى المدينة، وكلما أراد أبو بكر الخروج إلى الهجرة يقول له صلى الله عليه وسلم: (لا تعجل لعل الله يجعل لك رفيقاً).