انتهينا من الدوافع والأسباب، بقيت المقدمات.
والفرق بين المقدمات والأسباب: أن المقدمات أحداث وقعت إبان الهجرة ساعدت عليها، أما الأسباب فهي الأمور التي دفعت للتفكير فيها، وجعلتهم يهاجرون، فالمقدمات هي الأحداث التي واكبت بداية الهجرة، وقبل وقوعها وساعدت عليها، وهيأت الجو لها.
أقرب لك الموضوع بضرب مثال: لو تريد أن تبني بيتاً، ما هو سبب بنيانك للبيت؟ قد يكون السبب هو السكن، لأنك جربت بيوت الإيجار؛ قد يقول لك صاحب البيت: اخرج، أو يقول: زد في الأجرة، فهذه أمور تجعلك تفكر بأنك تبني لك بيتاً.
ثم من المقدمات لذلك صندوق التنمية، فاقترضت منه، الآن هذا ليس سبباً بل مقدمات، وبعد أن تقترض تعمل مخططاً، وتنظر مواد البناء، فهذه مقدمات موجودة تساعد على إقامة البنيان على حسب المخططات، وعلى حسب مرادك، ثم النتيجة: تسكن وأنت آمن، لا أحد يقول لك: اخرج.
الهجرة لها دوافعها وأسبابها، وقد انتهينا منها على سبيل الإجمال، وطالب العلم له أن يبحث عن المزيد ويضيفه إلى ذلك.