Q هل الفرق المذكورة في الحديث المقصود بها هي الفرق التي تنتسب إلى أهل السنة والجماعة كالخوارج والمعتزلة الجهمية، أم المقصود بها هذه الجماعات والفرق التي خرجت حديثاً مثل: جماعة الإخوان، والجماعة المحمدية، وجماعة أهل السنة والحديث، أرجو منكم الإجابة؟
صلى الله عليه وسلم ليس في أهل السنة والجماعة فرق، بل لا يتأتى ذلك، وكون بعض الفرق تدعي السنة والجماعة هذا أمر طبيعي جداً، وهو نوع من التلبيس، بل لا تكاد فرقة من الفرق التي تريد أن يكون لها رواج في المسلمين إلا وتدعي السنة، فدعوة السنة ليست عبرة، إنما العبرة التمسك بالسنة، وأهل السنة والجماعة ليس لهم شعار وليسوا حزباً، وليسوا جماعة تتكتل على نظام أو على مؤسسة أو على هيئة تنظيم معين، أهل السنة والجماعة وصف عام شامل في العقائد والأصول والمناهج والهدي الظاهر، من اتصف به فهو من أهل السنة، حتى لو كان وحده في بيئة من بيئات المسلمين، أو أي مكان من الأرض، ولو لم يكن في بلاد المسلمين فهو من أهل السنة والجماعة حقاً وولاء وبراء، وله من الحقوق ما لبقية أهل السنة والجماعة.
إذاً: أهل السنة والجماعة وصف وليسوا جماعة محددة، أما الدعاوى فقد يكون بعض من ينتسبون أو يرفعون شعارات الكتاب والسنة، أو السنة والجماعة أو نصر السنة، قد يكونون فعلاً من أهل السنة والجماعة وقد لا يكونون، فليس كل من رفع شعاراً خرج عن السنة والجماعة، وليس كل من رفع شعاراً دخل في السنة والجماعة، فالعبرة بموازين الشرع، من كان على نهج السنة والجماعة وهو واضح، وسبب خفائه عن الناس عدم أخذ العلم عن أهله، فهو واضح لمن أراد أن يتبصر فيه ويأخذه عن أهل العلم، فمن كان على ذلك فهو من أهل السنة والجماعة، حتى وإن انتمى إلى بعض الدعوات أو الجماعات التي عندها انحرافات، قد يكون من الجماعات التي توصف بأنها منحرفة، قد يكون من أفرادها من هو على السنة، لكن ما سبب وجوده فيها؟ هذا أمر ينبغي أن نلتمس له العذر ما لم نجد لذلك ما ينقض، أو نقيم عليه الحجة وهكذا.