ثاني عشر من مظاهر الخلل في التقي والتي حدثت بعد القرون الثلاثة الفاضلة: هي دعاوى التجديد في الدين، ما بين وقت وآخر يظهر على المسلمين بلية يدعي صاحبها أنه يريد أن يجدد للناس أمر دينهم، وقد يكون هذا المجدد جاء لينسف بتجديده قواعد أهل العلم، وما عليه السلف من المناهج والأصول، وما عليه أهل السنة والجماعة من المناهج والأصول، وهذه الدعاوى التي تدعو إلى الافتراق كثرت في الآونة الأخيرة، حتى في مجال الدعوات المعاصرة، وقد كثر الذين يدعون ضرورة التجديد، وليتهم قصدوا بالتجديد تجديد أمور الحياة والوسائل والأساليب والأسباب هذا أمر بدهي، وهو من سنن الله في خلقه، لكنهم قصدوا بالتجديد تجديد الأصول والمناهج في الدين، وتجديد العلوم ومآخذ الفقه في الدين، ومآخذ الأحكام من النصوص وغير ذلك، وهذا أمر خطير ينسف كل ما كان عليه أهل السنة والجماعة من الأصول التي أبقتهم على نهج النبي صلى الله عليه وسلم.