مواقف الناس من الصحوة

الوقفة السادسة: مواقف الناس من الصحوة: أعرضها بإيجاز: مواقف الناس من الصحوة تتلخص فيما يلي: أولاً: جمهور المسلمين وعامتهم من العلماء والدعاة، وطلاب العلم والعامة في كل مكان تغمرهم الفرحة والبشرى والغبطة والأمل والفأل بهذه الصحوة العالمية المباركة، وإن كانوا يشعرون بشيء من القلق، لكن الفأل هو الغالب على أكثر المسلمين.

الموقف الثاني: طائفة مفرطة في التفاؤل وفي تزكية الصحوة والدفاع عن أخطائها إلى حد بعيد عن العدل والإنصاف، وإلى حد تناسي الأخطاء والانحرافات الفكرية والعقدية والسلوكية، وهذا أيضاً موقف ظاهر من داخل الدعوات والجماعات نفسها.

فإنها لا تزال أو أكثرها في ذهول عما هي فيه من أخطاء، وما يرتكبه بعض أفرادها، وبعض جماعاتها من تجاوزات لا تجوز شرعاً.

الموقف الثالث: طائفة تنظر إلى الصحوة بريبة وحذر، وخيفة وسوء ظن، وأغلب هؤلاء إما من أصحاب المصالح أو من القاعدين، وربما يكون منهم علماء وطلاب علم وأخيار، ومنهم من نجد أنه مضطرب في أمر الصحوة يتنازعه أمران: الخوف والحذر من ناحية، والأمل والرجاء من ناحية أخرى.

وبعض هؤلاء الذين ينظرون إلى الصحوة بريبة من الأخيار وربما يكونون من العلماء والمشايخ، فلاسترابتهم مبررات يتحملها أكثر الدعاة، وهم ليسوا معصومين، وإن كانوا من التقاة الصالحين.

الطائفة الرابعة: وهم قليل من المنتسبين للعلم، لكن لهم وجود وربما يكون لهم إسهام في إثارة البلبلة والتشهير بين أبناء هذه الصحوة، فلا يعجبهم العجب، همهم التشهير والنقد غير البناء والتحامل على كل من ظهر له أثر في هذه الصحوة المباركة.

وهؤلاء وإن كانوا قلة إلا أنهم نتوء في أهل الخير، وهم ظاهرة مزعجة؛ لأنها تفت من عضد الأمة بأكملها، ومن مسيرة هذه الصحوة المباركة، ولأنهم ينقدون الصحوة والدعاة من منطلق الغيرة على السنة والجماعة، ولأنهم أيضاً ممن يعرف بالعلم والاستقامة، فلذلك أجد أن خطر هؤلاء أكثر من خطر خصوم الدعوة؛ لأن أسلوبهم يؤدي إلى الفرقة وإلى الحيرة عند الشباب، بل قد أدى إلى حيرة واضطراب كثير من الشباب الملتزم المتدين، بل وحتى العامة والعامة لابد أن يرفق بهم، وأن يكون لهم اعتبار في أي أمر يتعلق بالحديث عن الدعوة والدعاة.

الفئة الخامسة: فئة جاهلة بالأمر لا تدري ماذا يدور، فئة من الغافلين اللاهين الساهين، وهؤلاء لا يهمهم إلا أن يبقوا سالمين.

الفئة السادسة: خصوم الدعوة، بل خصوم الإسلام، وخصوم الحق والخير، خصوم الدين والفضيلة، وهم الكارهون لهذه الصحوة المباركة من أهل العلمنة والفجور، وأصحاب المصالح، أو من الكفار الأعداء الألداء، فكل هذه الفئة في خندق واحد، ونرى الفئة الأولى تصدر عن الفئة الأخيرة، وتستعين بها، وتستعديها على هذه الصحوة المباركة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015