ثالث عشر: اختلال موازين العدل والإنصاف خاصة مع الخصوم.
وهذه أيضاً سمة ظاهرة عند كثير من الدعاة، فإن بعضهم يغفل إنصاف الخصم إما تورعاً وهو تورع كاذب، وإما بتأول كأن يقول: الأصل في الناس الخير، ونحن ما يهمنا إلا ذكر المعايب، أو ذكر الأخطاء لتفاديها.
وهذا أمر لا يجوز فيمن يحكم على الآخرين باسم الدعوة إلى الله، وفيمن يقوم الآخرين تقويماً يقتدى به فيه، فإنه لابد من إنصاف الناس حتى الخصوم.
والدعاة إذا تكلموا في حاكم أو عالم أو هيئة أو مؤسسة، في صديق أو منازع أو خصم، فلابد أن ينصفوا وأن يذكروا الإيجابيات، ثم يذكروا السلبيات، خاصة في هذا الوقت التي تلتقط فيه زلات الدعوة، ويترصد خصومها كل خطأ ليأخذوها به، فيجب الإنصاف.
فأقول وأنا مقتنع: إن كثيرين من الدعاة وشباب الصحوة عندهم اختلال في موازين العدل والإنصاف مع الخصوم، تورعاً أو بتأول، أو بأسباب أخرى لا يناسب المقام ذكرها، ولعلها تأتي لها مناسبة أخرى إن شاء الله.