ثامناً: رفض مظاهر الفسق والانحلال والذلة والتبعية والتشبه والانهزامية التي هيمنت على الأمة في الآونة الأخيرة: وأقصد بذلك أن المسلمين بدأ عندهم الشعور بضرورة العودة إلى الإسلام، فلذلك صار عندهم شيء من ردة الفعل المعتدلة أحياناً والعنيفة أحياناً ضد مظاهر الفسق والانحلال والرذيلة.
بل ربما يكون من أقوى أسباب قوة هذه العودة إلى الإسلام هو هيمنة الفساق والعلمانيين على العالم الإسلامي، وما سعوا إليه من فرض الحكم بغير ما أنزل الله، ورفض دين الله تعالى وشرعه، وإعلان مظاهر الانحلال والخروج من الفضيلة والحشمة، أقول: إن هذا السبب هو من أعظم أسباب سرعة التنامي في وجود الصحوة والعودة إلى الإسلام من جديد.
فلذلك يجب ألا يغفل من يدرس ظواهر التشدد والغلو في بعض شباب الأمة، عن أن السبب الأول لظهور العنف والتشدد والغلو في بعض الشباب الجهلة هو هيمنة العلمانية، وفرض أسسها الخبيثة التي تعلن الرذيلة وتعرض عن دين الله تعالى، وتصد عن سبيل الله، ولو تحاكم الناس إلى شرع الله لوجدوا أن المسئول الأول عن ظهور هذه المظاهر الشاذة في بعض الشباب المتشدد هو العلمنة وما نتج عنها.