Q الكتيبات الهائلة في الأسواق والتي قد تصل إلى المئات، وأخص منها التي في الجزئيات والتي لا فائدة من ورائها، بل تثير الخلاف أكثر من الإصلاح، أو في جزئيات الفقه لا حاجة لها، وغير هذه الأمثلة كثير جداً، فما رأيكم فيما قلت؟
صلى الله عليه وسلم بالنسبة لبعض الكتيبات عليها مآخذ عديدة، لكن في أغلبها هي نافعة، وكثرتها دليل على إشاعة العلم، ويجب ألا ننزعج من كثرة الكتيبات والكتب، وكنت أتمنى لو يصدر في اليوم الواحد آلاف الكتب وتظهر في السوق، ولو نظرنا إلى حجم هذه الكتيبات التي ترشد الشباب والناس والمسلمين إلى الخير في دنياهم ودينهم، لوجدنا أن نسبتها إلى نسبة هذه التيارات الضخمة العارمة من الفساد في الصحف والمجلات والإعلام والوسائل المرئية والمسموعة والمقروءة الشيء القليل.
فنتمنى لو تكون دور النشر أكثر من مواد التغذية أو أمكنة المواد الغذائية، وأتمنى أن تكون الكتب أكثر من الأغذية، وهذا هو الأصل وهو المفروض، ولا يضير الناس كثرة الكتب، وإذا كان يضيق وقت بعض الناس عن قراءة هذه الكتب وملاحقتها فالعيب ليس فيها إنما فيه هو، وكان ينبغي أن يقرأ ما يسعه وما يستطيعه وما يتمكن من قراءته، إذاً: فهذه ظاهرة صحية، ونرجو أن تزداد، وأن نسعى إلى نشرها، وإلى الإكثار منها وإشاعتها بين المجتمع، لعلها تنشر بعض الخير وتدرأ بعض الشر الكثير جداً، والذي قد ملأ البيوت والأسواق، بل وملأ كل شيء حتى ملأ الفضاء.