Q ما واجبنا ودورنا أيها الشيخ في هذه الأيام وخاصة مع اقتراب عيد النصارى؟ وكيف نمنعهم من ذلك نرجو طرح بعض الأساليب الممكن اتخاذها في ذلك؟
صلى الله عليه وسلم في رأيي أن هذا الأمر لابد فيه من أشياء: أولاً: البيان للحكم الشرعي في مسألة المشاركة في أعياد الكفار، أو في إظهارها بين المسلمين، سواء كان ذلك بالكتاب، أو بوسائل الإعلام، أو بنشر الفتاوى، أو بالمحاضرات، أو بالندوات وغيرها.
ثانياً: لا بد من إشعار غير المسلمين -بطريقة مناسبة- بأن ما يعملونه في أعيادهم يتنافى مع دين البلد ومع عقيدتها، وأنه يصادم ويسيء إلى هذا المجتمع، ويصادم ما هو عليه هذا البلد من الدين والعقيدة والشرع القويم، وكثير من الكفار الذين في البلد ربما لو قيل لهم هذا لاحترموا هذا المبدأ، بناءً على أنهم في الأصل لابد أن يحترموا البلاد وأهلها ودينها، وهذا أمر ضروري، أعني: البيان للكفار، لكن بطريقة مشروعة وبأسلوب مناسب ليس فيه استفزاز، ويتحرى فيه المصلحة أيضاً، وإذا ظن أن هذا العمل قد تكون له أضرار أكبر؛ فيمكن أن تسلك أساليب أخرى.
ثالثاً: أرى أنه من الضروري تتبع الجهات التي تظهر فيها أعياد الكفار، وإبلاغ المسئولين بها في الأمن والشرطة والإمارة والهيئات أولاً بأول، وإبلاغ المشايخ كذلك، لعل المشايخ أو الجهات المسئولة تملك -بل أكيد أنها تملك- من القدرة أكثر مما يملك الأفراد.
وهناك من الأساليب أرى أنها لا تجوز، كاستعمال القوة أو العنف تجاه أي عمل من هذا النوع؛ لأن القوة لا يملكها إلا من بأيديهم التغيير لذلك المنكر.
وأقصد بهذا أنه لا ينبغي للفرد المسلم أن يسلك مسلك العنف في تغيير هذه المنكرات؛ لأنه لا يملك ذلك، وعلى هذا فأقول: إن سبيلنا الذي نستطيعه هو المناصحة والبيان، وإبلاغ الجهات المسئولة بذلك.
وأيضاً إشعار الذين يعملون هذه الأعياد بأن هذا لا يجوز، وأنه يتنافى مع أوضاع البلد إلى آخره.
والناصح لن يعدم من أساليب النصيحة، والذي ليس عنده فقه كامل في النصيحة، بمقتضياتها وآدابها وشروطها وقواعدها ينبغي عليه أن يسترشد بطلاب العلم والدعاة والمشايخ.