في الختام أحب أن أشير إلى بعض الأمور العامة التي يجب علينا جميعاً أن نبدي النصح فيها بهذا الموضوع، أعني: أحكام الأعياد.
أولاً: نحن نعرف أن أكثر المسلمين الذين يقعون -خاصة في هذا البلد- في مشاركة الكفار في أعيادهم بأي نوع من المشاركة أكثرهم من الجهلة السذج، الذين تستهويهم هذه المظاهر، فيجب على الجميع البيان بكل وسيلة متاحة ومشروعة.
ثانياً: أنا أرى أن الكلام على الأعياد يجب أن ينطلق من منطلق شرعي، يبين للناس أن الحكم في الأعياد متعلق بالعقيدة، وأن تجاوز هذا الحكم إخلال بالعقيدة، والإخلال بها إخلال بشرع الله، وتشريع لما لم يشرعه الله، ثم إن الإخلال بها أيضاً محادة لشرع الله تعالى.
وأن يكون البيان عند المناسبة، بمعنى: قبل وقت الأعياد العادية التي تكثر عن الكفار، فينبغي أن يتناصح المسلمون فيما بينهم، وأن يستذكروا التحذير عن هذه البدعة بكل جهد وبكل وسيلة.
ثالثاً: أنه لا بد من الزيارة والاتصال بالمسئولين عن الشركات والمؤسسات والدوائر التي يلحظ أنها تتساهل في هذا الأمر، وإبداء النصح لهم وإقامة الحجة عليهم، والمسألة بحمد الله ليست محل خلاف فنقول: والله قد تنازع فيها الناس، ولا داعي أن ندخل في النزاع، والمسألة أيضاً ليست خفية، بمعنى: أننا نقول: لا نذهب للتفتيش عن عورات الناس، بل هي ظاهرة وواضحة، والمنكر إذا ظهر لا بد من السعي لتغييره، وأحسن وجوه السعي لتغييره أن نذهب إلى المسئولين في مكاتبهم وفي بيوتهم، ونعظهم ونناصحهم، وأن نذكرهم بالله سبحانه وتعالى، ونذكرهم بمغبة الانجراف وراء هذه الظواهر المزعجة التي تخل بدين الأمة وعقيدتها وشرعها.
ثم أيضاً هناك وجوه أخرى من المناصحة؛ لأنه قد لا يستطيع بعض الناس أن يذهب أو يزور، كالمناصحة بالكتابة والمراسلة للمسئولين لبيان هذا الأمر.
والتوصية بكل وجوه النصيحة المشروعة التي لا بد من سلوكها لإقامة الحجة والبيان، وإن لم نفعل ذلك فالأمر خطير؛ لأنه قد تعاقب الأمة بجملتها الصالح منها والطالح؛ لتفريط الصالحين في عدم إنكار ما يظهر من منكرات، ومن أعظم المنكرات وأخطرها منكرات الأعياد البدعية؛ لأنها من الشعائر التعبدية، ومن الشعارات التي تتميز بها الأمم، والتساهل فيها إنما هو حكم بالذلة، وحكم بالمجاهرة بالمعاصي وبالمبتدعات، وهذا مغبته ليست فقط على الذين يعملونه، وإنما مغبته على الجميع، بل على حساب الأمة في دينها ودنياها، ولأنه ينافي القوة والعزة والمهابة التي عليها الأمم.
فإذاً: على الجميع أن يعملوا جهدهم في النصح لله تعالى ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم في هذا الأمر وغيره.
ووجوه النصح بحمد الله مفتوحة ومتاحة، فعلى كل مسلم أن يتقي الله في هذا الأمر، وأن يبين وأن يناصح ويعمل جهده.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.