إن التقليد للكفار في أعيادهم نتجت عنه أضرار وآثار واضحة في المسلمين اليوم، من أبرزها: الإخلال بالعقيدة؛ لأن العيد هو من شرع الله، وهو داخل في الشعائر والشرائع والعقائد، فمشاركة الكافرين في أعيادهم هو اهتزاز في عقيدة الذي يشاركهم، بل هو خلل في العقيدة.
كذلك من الأضرار: إظهار الولاء للكفار بأي نوع من أنواع المشاركة لهم في عيدهم، وإظهار الولاء والإعلان له لا يمكن أن يظهر في السلوك وفي العمل إلا وقد وقر ولاء الكفار في القلب، نسأل الله العافية.
لذا فأقول: لا شك أن الذي يجامل الكفار في أعيادهم ويشاركهم بالتهنئة أو بأي نوع من أنواع المشاركة أنه قد وقر في قلبه ولاء الكفار وحبهم، سواء شعر أو لم يشعر.
أيضاً: أنه تشريع لما لم يشرعه الله سبحانه وتعالى، بل هو معاداة واعتراض على أمر الله وعلى أمر رسوله صلى الله عليه وسلم؛ لأن الله نهانا عن ذلك، ونهانا عنه رسوله صلى الله عليه وسلم، فمشاركة الكفار في أعيادهم هي محادة لله ولرسوله ولدين الله، ومحاربة لسبيل المؤمنين.
ثم إن المشاركة لهؤلاء الكفار في أعيادهم دليل على الانهزامية والضعف والذلة والتبعية لغير المسلمين.
كما إن المشاركة للكافرين في أعيادهم تجرِّئ -وهذا ما حصل- الكفار على المسلمين، فقد جرَّأت بعضهم لأن يظهروا كثيراً من عاداتهم وتقاليدهم ومظاهر الفسق، لا سيما وأن الأعياد يصحبها عند الكفار إظهار الفسق والإجرام والشرب والفواحش والمحرمات، وكان هذا مما جرَّأهم على أن يظهروا بين المسلمين ببلاياهم وبمصائبهم، وحصل من هذا ضرر عظيم وكبير كما تعلمون.
ثم إن هذا فيه مخالفة لإجماع المسلمين ولجماعتهم، وهو سلوك لسبيل غير المؤمنين، وتنكب لغير الصراط المستقيم، واتباع لطريق المغضوب عليهم والضالين.